عدد الابيات : 25
ماذا أبوح ، وماذا ينطقُ الكَلِمُ
مِنْ كُلِّ جُرْحٍ بأوطاني يَسيلُ دَمُ
قالوا حديثُكَ أشجانٌ فقلتُ لهم
الحزنُ في وطني هيهات أبتسمُ
وكيفَ يَسعدُ من أوطانهُ حَزنت
ناسٌ تجوعُ وناسٌ مسَّها سقمُ
ماذا حديثي سيحكي حينما وطني
يُكابدُ الحزنَ ماذا يَكتب القلَمُ
يا عاذلَاً قِفْ وشاهدْ ما ألَمَّ بهِ
الحزنُ يَعْصِرُهُ يَجْتَاحُهُ ندمُ
يلقى السَّرابَ ببيداءٍ تُعَارِكُهُ
عَطْشَانُ قد جَفَّ مِنْ أسىً عليهِ فَمُ
دعْ عنكَ عَذلي فٲصواتُ الرثاءِ ٲبت
مِنْ كَربْ أوطاننا بالغم تنكَتمُ
تلقى الطفولةَ في أوطاننا هزلت
والنازحونَ بأوطانٍ لهم هَرِمُوا
لا الطفلُ مبتسماً تلقاهُ ٲعيُننا
ولا تَبَسَّمَ مَنْ مِنْ ٲرضِهِمْ حُرِمُوا
الغوطَةُ اليومَ أشلاءٌ ممزقةٌ
لحالها في فؤادي يألمُ الألمُ
ويحُ العروبةِ أمَّا هزها غضبٌ
ويحُ الرؤوس رؤوسٌ تُخْفِهَا لِثَمُ
صوتٌ من القلبِ مشتاطٌ بهِ غضبٌ
وصرخةُ العين بالأحزانِ تضطرمُ
ياويلنا فدمُ الأطفال مهدرةٌ
تُبْكي الثرى ورجالُ العُرْبِ ما فهموا
إلى متى جُرْحَنا الدامي نكابدهُ
إلى متى يعتري أجسادنا ورمُ
فلا إخاء رأينا من عروبتنا
إلَّا مُكاءً يكادُ الظهرَ ينقسمُ
ماذا تُرانا فلا فعلٌ نقومُ بهِ
كأننا الخدُّ بالخفينِ يلتطمُ
يانزعةُ الحقِّ هلَّا توقدينَ لنا
نوراً من الحقِّ علَّ الجرحَ يلتئمُ
مهما تربَّعَ عرش الظلم ثمَّ علا
يوماً لهُ الحقُّ يُدْنيهِ ويلتهمُ
يوماً يَرى كلُّ فرعونٍ نهايتهُ
هلْ كانَ فرعون حينَ النزع يبتسمُ
كذلكَ القدسُ فيها الدمعُ من قدمٍ
على الخدودِ بكۍ من جور ما زعموا
كم يحتسي القلبُ أشجاناً ويكتمها
وفي الحشا كمد من صمتهِ سَئِم
حالٌ من البثِّ يرثي كلَّ من ظُلِموا
ليتَ الرثاء لهُ نفعٌ ، فينتقمُ
يا أيُّهَا العُرْبُ قوموا من سباتِكُمُ
الفجرُ آتٍ وهذا الظلمُ يَنْهدِمُ
ياربُّ أنتَ خبيرٌ أنتَ مطَّلِعٌ
أنتَ الرجَاءُ وأنتَ العدلُ والحَكَمُ
299
قصيدة