الديوان » نوح علي ذعوان » نشوة الوجدان

عدد الابيات : 17

طباعة

أما ترى الفجرَ قد لاحَت نواظِرُهُ

وسارَ في الأفقِ أنسامٌ بشِائرُهُ

والنجمُ ودّعَ ليلَ البينِ وانتهَضَت

شمسُ الصباحِ وقد نادت بصائِرُهُ

والطيرُ غرّدَ ألحانًا مخلدةً

كأنّما اللحنُ من طربٍ يُفاخرُهُ

والوردُ فاحَ على الأغصانِ مبتسمًا

كأنّهُ بثُّ شوقاً  فيهِ عاطِرُهُ

فانهضْ لنشوةِ كأسٍ من يدِ سَحَرٍ

يسقيكَ من نغمِ الدنيا جواهِرُهُ

تَغنيكَ عن قُبَلِ الأيامِ لذّتُهُ

وعن همومِ الليالي فيهِ ساحرُهُ

إن مرَّ في الدربِ كالغصنِ الذي يُثَنى

تَراقصَ القلبُ عشقاً مِن مظاهِرُهُ

لو لاحَ وجهُهُ للشمسِ في أفقٍ

لانحنى النورُ إجلالًا لناظرُهُ

يجلو القلوبَ ضياءً من تبسّمهِ

تُسكرُ العقل بلا خمرٌ، محاجِرُهُ

مِن كأسِه وثناياهُ لنا عبقٌ

يطوي الزمانَ، وتبقى فيهِ ذاكِرُهُ

لا تعجبنَّ إذا هامَ الفؤادُ بهِ

فالحسنُ يأسرُ لا تبلى مشاعرُهُ

كم صبَّ فيهِ هوىً قد ضاعَ واندثر

وكم مُتيّمِ قلبٍ خان صابِرُهُ

واسألْ ليالي الهوى عن سرِّ رونقهِ

فالليلُ يحفظُ أسرارًا تُسامرُهُ

مهفهفٌ لاحَ كالبدرِ الذي اتّقدَت

فيهِ النجومُ وكانَ الحسنُ سائِرُهُ

من زارَهُ في دجى الأشواقِ منتشيا

نالَ السعادةَ، لا يُخشى خسائرُهُ

يا من تجلّى ضياءُ الحسنِ طلعتَهُ

وفي هواهُ يُغنّي القلبُ شاعرُهُ

أنتَ الختامُ الذي للروحِ مُلهمُها

وبهجةُ العمرِ لا تُفنى ذخائرُهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

76

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة