وإذا الشجاع تقدمت خطواته

هاب الوجوه صروفه والساعد

ركن الجبان إلى الظلال مذللًا

وتمدّدت في العسر كف الماجد

لمّا رآه القوم زادت هيبةٌ

في كل مرتعد وطرف الشارد

يشفي الغيور بفضله وبعزمه

ويكفّ كف المعتدي والجاحد

لم يخشَ يوم الرّوع صوت مدافعٍ

أو حومة الميدان عند المقعد

يسمو على كل القلوب بجوده

ويقوم مقام الحكم في المتعاهِدِ

فإذا النزال تكدّست أعداؤه

صفعتهم العزمات من متجادد

وإذا سُئلتَ عن الشجاعة قُل هو

من قد غدا والقلبُ غيرُ مُقَيَّدِ

أبلى بسيف الحق دولة باطلٍ

ومضى يجود بدمّه ومجاهد

يا رب عزّ في الشجاع رفعة

أجرا جزيلًا في الكفاح الزاهد

وتسامقت في وجهه الأخطار لم

يرضَ الهروب ولم يكن بمباعد

في كل ساحٍ يرفع الرايات عزْ

ما، كأنّه للمجد خير عقائد

وتراه إذ مالت رماح عداتهِ

كالنجم يومض في الظلام المقتد

يسقي الوغى من سيفه ويُري العدا

أنّ الشجاعة في الجبان فواقد

وإذا استراح الليل يحفظ قومه

كالليث يحمي أهله من كائد

ختم الكفاح بعزة ومكارمٍ

وتوجه الحمد الجميل لواحِد

فسلام شجعان علوا بعيوننا

وبهم نعانق فجرنا المتجدد

وتدوم أيام الشجاعة في الدنا

ما دام قلبٌ بالهدى واجد