في دروبِ الجراحِ أنسجُ وعدي

وأُريقُ الدموعَ في ليلِّ فقدي 

أحملُ الحلمَ في جراحٍ ثقالٍ

وأضمُّ الأنينَ في كفِّ وجدي 

كلما شئتُ أن أفيقَ بكَفّي

عادَ جُرحي يُعيدُ نزفَ السُّهدِ 

في متاهاتِ عمرنا ماتَ ضوءٌ

ورأينا الدجى يمدُّ السَّدِ 

كلما لاحَ في الظلامِ خيالٌ

عادَ يُغري القلوبَ بالنارِ وعدِ 

كيف أنسى ونبضُ روحي جريح؟

كيف أمضي والحزنُ يرسمُ عهدي 

أسمعُ الصَّوتَ في عظامي نحيبًا

كلما لاحَ في الدجى نجمُ نجدِ 

قد تهادتْ جراحيَ العُمْرَ فَجْرًا

لم أجدْ غيرَ وجْهِها المُستَبِدِّ 

حاصرَتني الدموعُ في صمتِ روحي

وتراءى الرجاءُ في جُبِّ بُعدي 

ما يزالُ الطريقُ يذرف دمعي

وأنا في المدى أكابد وحدي 

في بلادي يموتُ صبحٌ تلوَّى

بأذى السيفِ في عيونِ التحدِّي 

كلُّ مَن قالَ إنَّهُ سوفَ يحمي

خانَ في غفلةٍ وأحفى الحِقَدَ 

أيُّ معنى يظلُّ فينا ونُحْن

للعدا جبهَةً ويسْلِمُ مجدَّي؟ 

في دروبِ العذابِ نبني جسورا

لم يزلْ عزمنا يُجالد جهدِي 

عَلَّهُ في غدٍ يثورُ كضوءٍ

يُوقظُ المجدَ في بقايا الرشدِ!