الديوان » ابن مجدي » أدل من القطا

عدد الابيات : 21

طباعة

خليليَّ شُدَّا الرَّحلَ شَرقًا نُسلِّمُ

على مريمَ العذراءِ لله مريمُ

وجودا بدمعٍ في الذي كان حظُّه

من الناعساتِ الطرفِ شعرًا يُرنِّمُ

وإن تسكبا دمعا فلا تترحَّما

على ميِّتِ الغزلانِ لا يُترحَّمُ

ولا تعجبا أني لها غيرُ دامعٍ

بل العُجبُ في أني أنيني أُكتِّمُ

حبستُ دموعي عن فقيرةِ دمعةٍ

وجيشُ دموعي في جفوني عرمرمُ

وليس اصطباري عن مُرَيِّمَ قوةً

ولكنه يأسٌ بقلبيَ أَحكَمُ

لقد رَقَّ لي القُمرِيُّ من فوقِ غصنِه

وغنَّى معي بالليل والناسُ نُوَّمُ

وما رقَّ لي من قلبِ مريمَ مُضغَةٌ

على كَبِدٍ حَرَّى بشجوٍ تَضرَّمُ

تَغِطُّ بنومٍ ذاتُ عينٍ قريرةٍ

نعوسٌ وتدري كيف بات المُتيَّمُ

حلالٌ لكل الخَلقِ رحمةُ مريمٍ

وحظُّ الفتى منها عليه مُحرَّمُ

أَدَلُّ من القطا وأَنفَرُ من ظِبا

وأقسى من الدهر الذي ليس يرحمُ

فيا ليت رِيمًا لا يفارقُ ظلَّه

ويا ليتني عند القطا أَترنَّمُ

ويا ليتها تَلقَى مُحِبًّا إذا بكى

تُبكِّي قتيلا من هواها وتَبسِمُ

لقد ضاق أقوامٌ بمريمَ صدرُهم

وأرَّقهم أني بمريمَ مغرمُ

يقولون لا داءٌ يُضَلُّ دواءُه

وتاللهِ لم يُبرئ جروحيَ مرهمُ

وعاذلةٍ قالت أمِط عنك حبَّها

فقلتُ لحاكِ اللهُ فيمن لحاهمُ

وواشين قالوا لي مُرَيْمُ لئيمةٌ

فقلت لهم واللهِ لَلؤمُ أنتمُ

ولا دارَ في بنتي الزمانُ بناتُه

ولا بأسَ إن دار الزمانُ عليكمُ

رقيقٌ وهشُّ القلبِ منها وإنني

أسوقُ سواها للردى لو علمتمُ

وما أنا بالداعي عليها ولا الذي

بما أمَّنتْ من سِرِّها أتكلمُ

وما أنا بالقالي لمريمَ ساعةً

وإن نَحرَتْ قلبي ولذَّ لها الدمُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن مجدي

ابن مجدي

200

قصيدة

محمد مجدي أمين، من مواليد مدينة حلوان عام ١٩٩٤ م، تخرج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة

المزيد عن ابن مجدي

أضف شرح او معلومة