عدد الابيات : 16
أَصَابَكَ رُمْحُ الهَوَى القاتِلُ
فما أنتَ في أمْرهِ فاعِلُ؟
تُرَى هلْ تَبيتُ طَعِينًا بِهِ
فيَشْمَتَ في جُرحِكَ العاذلُ؟
وهلْ تَنْحني عندَ أقدامِهِ
وتَهْوِي وأنتَ بهِ غافلُ؟
وتُصْبحُ نَفسُكَ في روعةٍ
وتُمْسِي وقد نالَها نائلُ؟
أَم اسْتَأْتَ منْ حالِهِ ما بِهِ
يُرَدُّ بأبوابِهِ السَّائلُ؟
فيَبقَى أَسِيرًا لِسَجَّانهِ
وما هُوَ عنْ بابِهِ رَاحِلُ
ويَهْذِي جُنونًا بِمَوْعُودِهِ
ووَجْدُ الهوَى بالنَّوى هازِلُ
فَهَيِّئْ رِحالَكَ مُسْتَأبِيًا
تَنلْ ما اسْتَقامَ بهِ العاقِلُ
فقلبُ الْمُحِبِّ إذا ما أَبَى
لهُ عن هَوانِ الهوَى شاغِلُ
بهِ يُشْغَلُ القلبُ عن صَبْوَةٍ
ويُنْسَجُ بينهما حائِلُ
فمَنْ يُدرِكِ النُّورَ يَنْعَمْ بهِ
وما دُونَهُ عارِضٌ زائِلُ
حياةٌ تُغازلُ قَلبَ الفَتَى
كَمِ ازْدانَ منْ زَهْوِهَا باطِلُ
سَلِ العَارفينَ اسْتَهانُوا بِها
وكَمْ هَانَ في دَربهَا جَاهِلُ
فأمسَى سَبِيَّ النوازلِ لَوْ
تَرَاهُ كأنَّ الرَّدَى نازلُ
فيَا قَلْبُ لا يَخْدَعنَّكَ أنْ..
تَرَاءَتْ وحُسْنٌ بهَا مَاثلُ
وظَنُّكَ أنَّ النجَاةَ بهَا،
ولكنَّهَا الغَادِرُ الغَائِلُ
14
قصيدة