الديوان » نوح علي ذعوان » مكارم الأخلاق

عدد الابيات : 20

طباعة

تمضي الليالي ولا يُنسى بها التعبُ

ويكشفُ الصبرُ إنْ جفَّ المدى الذهبُ

فكم سعى المرءُ في دربٍ يُكابدهُ

وما أضاعَ السُّرى من جدّ واحتسب

العلمُ زادٌ، ولكن دونَ مَكرُمةٍ

يضيعُ في القومِ من لا يعرفُ النجبُ

قد يُرفعُ المرءُ إنْ كانت سريرتُهُ

نقيّةً، وبها الأخلاقُ تُنتَسبُ

لا تُكثرِ القولَ إنْ خالفتهُ عملٌ

فالصمتُ عند حكيمِ القومِ مُرتقبُ

أكرِمْ رفيقَك إن جارَ الزمانُ بهِ

فالناسُ في محنةِ الأيامِ تنقلبُ

كم من فقيرٍ بدا في الناسِ محترم

ونهجه الصدقُ في أفعالهِ عجبُ

وشرُّ خلقِ الورى من لا وفاءَ لهُ

وإن تظاهرَ بالأنسابِ والحسبُ!

الخيرُ في القلبِ، لا في كثرةِ الحُللِ

ولا يُقيمُ الهدى مَن للهدى كذبُ

دعْ عنك من لا يرى للعدلِ مرتبةً

فذاك في عينِ أهلِ الحقّ مُغتصبُ

وإياك والغيّ إن الحُرَّ مُتزنٌ

لا يستوي عندهُ الأهواءُ والطّربُ

فالعقلُ تاجٌ، ومن بالعقلِ متّصفٌ

يسمو عن الجهلِ إنْ جدّت لهُ النُّوَبُ

واحفظْ لسانَك إنَّ اللفظَ منزلةٌ

تُبدي الكرامةَ أو يَفنى بها السببُ

فالناسُ ميزانُهم أخلاقُ سيرتهم

لا المالُ يُعلى ولا الأنسابُ تُكتسبُ!

وخيرُ ما يزرعُ الإنسانُ في الأثر

قولٌ كريمٌ، وعفوٌ حينَ يَحتسبُ

إنّ المعارف لا تبلى مع الزمنِ

تبقى، تخلَدُ في التاريخِ والكتب

فاخترْ لنفسكَ دربَ العلم مُعتليا

فالناسُ تُوزنُ بالأفعالِ لا الرتبُ

وإن مضيتَ بطهرِ القلبِ مُتّزنًا

فكلُّ دربٍ إلى العليا لَك الرّحبُ

تبقى الفضائلُ إن طالتْ ليالينا

وتفنى الرذائلُ مهما تكثر الحُجبُ

فازرعْ مكارمكَ في الأرواحِ مُنتشيًا

فالموتُ يطوي، ومجدُ المرءِ في الأدب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

307

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة