عدد الابيات : 28
قِـفـا نَـبْـكِ فـي صَـنْعاءَ ذاتِ الـمَعالِمِ
وَنَـسْأَلْ عَـنِ الأَمْـجادِ فـي كُـلِّ قـائِمِ
دِيـــارٌ لِـقَـوْمٍ أَوْرَثــوا الـمَـجْدَ أَهْـلَـها
وَشـادوا صُـروحَ الـعِزِّ بَـيْنَ العَواصِمِ
وَكـانَـتْ مَـنـاراتُ الـحَـضارَةِ تَـزْدَهي
بِــهـا وَالــعُـلا يَـسْـمو بِـكُـلِّ الـمَـكارِمِ
فَـيا لَـيْتَ شِـعْري ما الَّذي حَلَّ بَعْدَها
وَكَــيْـفَ غَـــدَتْ نَـهْـباً لِـكُـلِّ مُـزاحِـمِ
تَـنـازَعَـها الأَشْـــرارُ حَــتَّـى تَـمَـزَّقَـتْ
وَأَضْـحَـتْ كَـثَكْلى فـي ثِـيابِ الـمَآتِمِ
يَـقولونَ إِصْـلاحاً وَهُـمْ في فَسادِهِمْ
يُــمَـزِّقُ بَــعْـضٌ مِـنْـهُـمُ ظَـهْـرَ حـالِـمِ
وَيَـدْعـونَ حُـكْـماً عـادِلاً فـي نِـفاقِهِمْ
وَأَيْــديـهِـمُ تَـسْـعـى بِــكُـلِّ الـمَـظـالِمِ
تَـقـاسَـمَها الأَحْـــزابُ نَـهْـباً وَغَـنْـيمَةً
وَخـانـوا عُـهـودَ اللهِ خَــوْنَ الـمُـجْرِمِ
فَــهَـذا يُـوالـي الـغَـرْبَ طَـمْـعاً بِـمـالِهِ
وَذاكَ يُــداري الـشَّرْقَ وَصْـلَ الـمَغانِمِ
وَكُــــلٌّ يُــنــادي بِـالـسَّـلامِ مُـخـادِعـاً
وَيَـحْـمِلُ فــي قَـلْـبِ الـخِـيانَةِ هـادِمِ
أَضـاعوا حِـمى الأَوْطـانِ بَيْنَ عِصابَةٍ
تُــتـاجِـرُ بِــالأَوْطــانِ بَــيْــعَ الـبَـهـائِمِ
وَأَشْـعَـلَـهـا حَــرْبــاً تُــمَــزِّقُ شَـمْـلَـهـا
وَتَــجْـعَـلُ أَبْــنــاءَ الـيَـمَـيْنِ كَــخـادِمِ
فَـلا الـدِّينُ يَرْضى ما فَعَلْتُمْ بِأَرْضِكُمْ
وَلا الـعُرْفُ يَرْضى فِعْلَ هَذا المُهاجِمِ
سَـفَـكْتُمْ دِمــاءً فـي الـشَّوارِعِ ظُـلْمَةً
وَدُسْتُمْ عَلى الأَعْراضِ دَوْسَ الأَراقِمِ
وَكَــمْ مِــنْ يَـتـيمٍ بـاتَ يَـبْكي لِـفَقْدِهِ
وَأَرْمَــلَـةٍ تَـشْـكـو إِلـــى اللهِ الـرّاحِـمِ
نَـهَبْتُمْ خَـزائِنَ الشَّعْبِ حَتّى تَضَوَّرَتْ
بُـطـونُ الـصَّبايا مِـنْ جَـفاءِ الـمَطاعِمِ
وَعُــدْتُـمْ عَــلـى الآثــارِ تَـنْـهَبُ كُـلَّـها
وَتَـبْـني قُـصـوراً مِـنْ نُـهوبٍ وَغَـنائِمِ
تَـنـازَعْـتُمُ الـكُـرْسِيَّ حَـتّـى تَـقَـطَّعَتْ
أَواصِـــرُ قُـرْبـى بَـيْـنَ كُــلِّ الـمَـحارِمِ
وَصِــرْتُـمْ عَـبـيـداً لِـلأَجـانِـبِ خِــسَّـةً
وَبِـعْـتُمْ بِــلادَ الـعُـرْبِ بَـيْـعَ الـمَساوِمِ
فَـيا خِـزْيَ قَوْمٍ أَصْبَحوا في ضَلالِهِمْ
يُـعادونَ أَهْـلَ الأَرْضِ طَـوْعَ الأَعاجِمِ
وَيــا عــارَ تـاريـخٍ سَـيَـكْتُبُ صَـفْـحَةً
عَـنِ الخِزْيِ يَبْقى في بُطونِ المَلاحِمِ
سَـيَـذْكُرُ جـيـلٌ بَـعْـدَ جـيـلٍ فِـعـالَكُمْ
وَيَـلْـعَنُ هَــذا الـعَـصْرَ عَـصْرَ الـمَظالِمِ
أَلا فَـاخْسَؤوا يـا خـائِني الـعَهْدِ إِنَّكُمْ
سَـتَـبْقَوْنَ عــاراً فــي جَـبينِ الـمَعالِمِ
وَيــا شَـعْـبَ صَـنْـعاءَ الأَبِــيَّ تَـجَلَّدي
فَــــإِنَّ غَـــداً يَــأْتـي بِـنَـصْـرٍ وَقـــادِمِ
سَـتَـرْجِـعُ صَـنْـعاءُ الـعَـريقَةُ مَـجْـدَها
وَتَـخْـلَـعُ عَـنْـهـا ثَـــوْبَ كُـــلِّ الـمَـآثِمِ
وَيَــرْجِـعُ تــاريـخُ الـيَـمـانِيِّ شـامِـخاً
كَـما كـانَ فـي الـماضي عَـزيزَ المَقامِ
فَـيـا رَبِّ عَـجِّـلْ نَـصْـرَ شَـعْبٍ مُـكَبَّلٍ
وَخَـلِّـصْـهُ مِـــنْ شَـــرِّ كُـــلِّ الـمَـزاعِمِ
15
قصيدة