الديوان » نوح علي ذعوان » شجاعة محارب

عدد الابيات : 26

طباعة

أأبيتُ أرهبُ وقعَ صوتِ ملاحمِ؟

أم أرتضي ذلَّ الحياةِ لمَغْنَمِ؟ 

أأنا الذي خاضَ المعامع مُقدّماً

أُثنى إذا جار الزمانُ وأُحجمِ؟ 

كَلّا وربّ البيت لا أتزحزَحُ

عن موقفي والحرُ يُرهقُ العَزْمِ 

إني ابنُ صبرٍ لا تلينُ عزيمتي

سيفٌ تلألأَ في الدجى لم يُخْتَمِ 

وسَنايَ وهجُ الحزمِ في ظلمائها،

يهدي الكرامَ ويوقِظُ الهممِ 

ما زلتُ أطوي الأرضَ أركضُ نحوها

والموتُ خلفي يقتفي بتقدُّمِ 

فإذا دنا صافحتُهُ متبسّماً

وعرَجتُ من روحي لسقف الأنجم 

ما أخمدَت نارُ العزيمةِ همتي،

بل زادَتِ الإصرارَ نحوَ الحلَمِ 

إني شربتُ العزم في صِغَرِ الصِّبا

فغدوتُ أكرهُ أن أُذلّ وأُظلَم 

ما نلتُ مجدي بالهباتِ ولا المنى

بل بالنزالِ وشدّةِ المُتَحَكِّمِ 

شرفي عزيزٌ في الرِّجالِ كأنّهُ

فجرٌ يطِلُّ على الجموعِ المظْلِمِ 

إن شئتَ تعرفني فسلْ عن هامتي

كم راحَ فوق سنانِ رمحيَ مُهدَمِ 

أنا للعدا برقٌ، وللأصحابِ ما

يشفي القلوبَ من العطاءِ الأعظمِ 

منّي التجلُّدُ في الشدائدِ قِصّةٌ

تحكي عن الأمجادِ في كلِّ فمِ 

وإذا دعوتُ النفسَ للميدانِ لم

تجبُن ولم تخشَ العواقبَ أو تَرمِ 

إنّي خُلقتُ لظلِّ سيف صادقٍ

يروي المدى بفوارسٍ لم تُهْزَمِ 

ما هزني يوما غبارُ معاركٍ

بل كانَ تاجا فوق رأس الهَرمِ 

حتّى متى أخشى الحتوفَ؟ وموعدي

ما بين حدِّ السيف أو في المحرمِ؟ 

هذا دمي دفقُ الكرامةِ كلّما

نادى المنادي للعراكِ  القادمِ 

إنّي على وعدِ البطولةِ واقفٌ

لا أنحني، لا أنثني، لا أندمِ 

ما دام في قلبي وفاءُ مقاتلٍ

فأنا الذي يرعى الديارَ ويَحْكمِ 

في كلِّ دارٍ لي مكانةُ فارسٍ

وفي الشدائدِ لي مقامي الأكرمِ 

لا تسألوا عنّي، سلوا السيوفَ، فإنها 

وقع النصالِ إذا امتزجْنَ معَ الدَّمِ 

لم أبتغِ العيش الرغيد مُرفّها

بل شرفا يُبنى على سفح القمم 

هذا طريقي، فاقتدوا بي إن نوى،

أحدٌ نُهوضَ المجدِ من قلبِ العدمِ

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

146

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة