برغمِ اغترابي وضيقِ المنافي

كتبتُ بحبّكِ أحلى القوافي

ونثراً جميلاً بِآهاتِ قلبي

وشعراً برغم السنينِ العجافِ

وما كنتُ أحسبُ بعدَ الرحيلِ

يجفّفُ نهري وتلغى ضفافي

لتلهو الرياحُ بأوراقِ عشقي

ومحرابِ حبي وليلِ اعتكافي

سأنشرُ عشقكِ شعراً ونثراً

يفيضُ نقياً كما الماءِ صافي

أذا ما كتبتُ روايةَ حُبٍّ

تركتُ لعينكِ رسمَ الغلافِ

فلا تتركيني لظلمِ المدارِ

نظامٌ يدورُ بغيرِ انحرافِ

سأبقيه قلبي حبيس هواكِ

فلم يسقِني الذّلَ غيرَ اعترافي

فلا تنكريني بحقِ السماء ِ

أراها حياتي كسمٍّ زعافِ

أدورُ وأبحثُ في كلِّ ارضٍ

ومن اجلِ عينكِ كان التفافي

وأخفيتُ نفسي بكهفٍ بعيدٍ

وفي عمقِ صدركِ تمَّ اكتشافي

وينبشُ اسمكِ أعماقَ صدري

بكلِّ جنونٍ.. وما قلتُ كافي!

فبتُّ وحيداً حياتي ضبابٌ

وثلجُ الطريقِ يزيد ارتجافي

تجمّدَ قلبي بهذا الصقيعِ

فضمّي عظامي فصدركِ دافي

حلمتُ بأني اشدُّ يديكِ

وأني ارتميتُ بحضنكِ غافي

وأسلمتُ روحي لذاك النعيمِ

فلا غيرَ حزني صَدىً لهتافي

سأبكي عليكِ بكاءَ الطيورِ

فهل غيرَ دمعي لجرحكِ شافي

سأسقيكِ من بحرِ عيني دموعاً

وأرقيكِ في الليلِ كي لا تخافي

أبخّرُ حتى حريرَ السريرِ

فأرخيهِ شعركِ نومَ العوافي

لأني احبّكِ تبقينَ نبضي

وقد يوقفُ النبضَ طولُ ارتجافي

أذا جفَّ دمعي لطولِ الرحيلِ

فمن يسقِ وردكِ بعد الجفافِ

تعالي وذوقي حلاوةَ حبّي

بقربك أرضى بعيشِ الكفافِ

فأني أراكِ ملاكاً بعيني

عروساً تباهتْ بثوبِ الزفافِ

دعيني سأحلمُ فيكِ قليلاً

مجرّد حلمٍ بقربكِ كافي