الديوان » نوح علي ذعوان » مديح أكرم الخلق

عدد الابيات : 37

طباعة

ياأكرم الثقلين من جان ومن أدمِ

وأطهر الخلق في الأفضال والقيمِ

هُداك للخلق بشرى  ضاء مطلعها

يهدي النفوس لتسمو عَاليَ القممِ

يا من تجلّت بك الآياتُ ساطعةً

والمعجزاتُ أتَتْ من أصدقِ الكلمِ

سُقيتَ حكمةَ ربي منذ نشأتِكَ

فكنتَ خيرَ الورى فِعلا ومُغتنمِ

تُهدي القلوبَ إلى الإيمانِ في ثقةٍ

وتستقيمُ بك الأرواحُ من غشمِ

طهرتَ مكةَ من أصنامها، فغدتْ

تُناجي الذكرَ في إصباحِها العَزم

وأنزلَ اللهُ فيك الذكرَ ممتدحا

وخصّك اللهُ بالفردوسِ والنِّعمِ

أخلاقُك الطهرُ، بل ميزانُها ارتفعَت

حتى استقى من علاها أكرمُ القِيمِ

ما ضلّ قلبُك عن دربِ الهدى أبدا

ولا غويتَ، الأمين الصادقُ الحُكَمِ

سلْ عنه طيبةَ والأصحابَ قاطبةً

وسلْ خديجةَ عن صفو بلا سقمِ

خفض الجناحَ لضعفِ الناسِ عطف

وفيكَ تُغرسُ أخلاقُ الورى القدم

تمشي ووجهُك بدرٌ في الدجى اتّقدتْ

به الرُبى واستنارتْ سيرةُ القومِ

يا أرحمَ الخلقِ بالأيتامِ قدوتنا

تسري  بليلِ تطوف الحي والحُرمِ

جاءوكَ يبكونَ جورَ الدهرِ فانكشفتْ

بك الشدائدُ وانجابتْ يدُ الظُّلمِ

أكرمتَ خصمَك في الهيجاءِ مُقتدرا

ورُحتَ تعفو وتُعلي رايةَ السَّلَمِ

كم من عدوّ غدا بالحبّ ممتلئا

لمّا رأى الصفحَ في عينيك والكرمِ

وكنتَ بالليلِ إذ يَغشى الورى سَكنٌ

تبكي وتدعُو بإخلاص وبالندَمِ

وقائما للهِ في المحرابِ منقطعا

تُحيي الظلامَ وتُجري الدمعَ كالدِّيمِ

وكنتَ تُلقي على الأحبابِ موعظة

تهدي القلوبَ وتُحيي صخرةَ الصّممِ

نهجا تربى وربى الصحب تابعهم

فكان نبراس هدي سادو الأممِ

لكم صلاة من الرحمن نتلوها

فأجرها من آله الكون في عِظم

ياخير من وطات قدماه من قدِم

فأنت نفح الطهر في لقياك أعتصم

هل استطيع بأن أحصي شمائلكم

آنى لغيرك هذا العزم و الهمم

انت الذي تعرف البيداء منزلكم

ويعرف الثقلين حتى الركن والحرم

زهدتَ في زينةِ الدنيا وزخرفِها

فسادَ فيكَ جلالُ الخُلق  والحِكَمِ

ما مال قلبُك نحو المالِ أو دعةِ

لكنْ رضيتَ بعيش طاهر شَممِ

بيانُك الحق بالإقناعِ معجزةٌ

قد فاق منطقَ كلِّ الفصحِ والنظمِ

إذا نطقتَ بدتْ آيُ الهُدى عبقا

ففاحَ مسكُ البيانِ الطاهرِ الخَضِمِ

وكنتَ بالأمةِ الشمّاءِ مشفِقَها

وتُؤثِرهم دونَ نفسك كامل الشِّيمِ

تبكي عليهم، وتدعو اللهَ في وجل

أن لا يَذوقوا لظى البلوى ولا النِّقَمِ

وكنتَ أوفى الورى عهدا وموثقة

وخيرَ من حفظَ المعروفَ في الذممِ

وصنتَ حبلَ الوفاءِ ، ما وهنت

يداكَ يوما وما فَتَرَتْ ولا  سَئم

يا سيّدي، يا رسولَ اللهِ معذرتي

إن خانَ نظمِي، فأنتَ الساطعُ العَلَم

فصلى اللهُ ما خطّتْ لنا القلمُ

وما ترنّمتِ الأطيارُ في الحَرمِ

عليكَ يا سيدَ المرسلين يا سندي

ويا ملاذي إذا ضاقتْ يدُ الغيمِ

سلامُ ربي عليكَ الآنَ متّصلٌ

ما لاحَ صبحٌ وما غنّى على الأكمِ

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

143

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة