الديوان » نوح علي ذعوان » الزمان وأحواله

عدد الابيات : 18

طباعة

إذا جرى الدّهرُ لا يُبقي على أحدِ

ولا يُراعي لنا عهداً ولا ذِمَمِ 

تراهُ يَمزُجُ أفراحاً بأَحزِانٍ

ويَسكبُ الدّمعَ على خَدّي وفي قلمِ 

والناسُ في سَهْوِهم والدهرُ يَبُلعهم

الله قدره بالإنصاف والحكم 

كم غَيَّرتْهُ الليالي منْ طبائِعِهِ

حتى غدا غُصَصاً تُروى على قَدَمِ 

قد يُصبحُ الغنيُّ في ضيقٍ بلا سَبَبٍ

ويَفقِدُ الفقرُ بابَ البؤسِ والهِمَمِ 

ما الدهرُ إلا كسيفٍ باتَ مُنتصِباً

يَقضي القُلوبَ بلا رَحمٍ ولا نَدَمِ 

يَطوي الليالي وأعمارَ الورى عَجِلاً

ولا يُؤخِّرُ شيئاً عنْ يدِ القَسَمِ 

كم من عزيزٍ مضى فانحلَّ من كِبَرٍ

وكم ذَليلٍ سما يُعلي منَ العَلَمِ 

فالدهرُ يَجري ويُفني كلَّ قِصّتِنا

كأنّهُ البحرُ يجري دونَ مُنتهَمِ 

إن شئتَ صُحبةَ أهلِ الفضلِ فاعتصِمْ

بالعقلِ واصبِرْ، ودَعْ وَهمَكَ للحُلُمِ 

يا ليتَ قومي إذا ما الدهرُ أدبرَهم

صَحَوا، ففاقوا على الأخلاقِ والقِيَمِ 

فالمالُ فانٍ، وما يبقى سوى عملٍ

يَشعُّ في اللّحدِ نوراً يومَ يُحتَسَمِ 

والمرءُ يَزهُو بِحُسنِ الفعلِ ما بَقيَتْ

لهُ أيادٍ منَ الإحسانِ والكرَمِ 

فاغرِسْ بِقَلبِكَ حُبَّ الخيرِ مُعْتَصِماً

بِاللهِ تَبلُغْ إلى عِزٍّ ومُحترَمِ 

لا تَأمَنِ الدّهرَ إنّ الدّهرَ ذو عِبَرٍ

يُريكَ مِن سَطوَةِ الأيّامِ والعتمِ 

وإنْ ظننتَ بأنّ الفَضلَ يَحفَظُهُ

فاحفَظْ لنفسِكَ ذِكراً طاهِراً عَظمِ 

فالمجدُ ليسَ بما جَمَّعتَ مِن ذَهَبٍ

بل ما تركتَ منَ الآثارِ في الأمَمِ

 

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

146

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة