حننتُ بشوقٍ إلى دارها كأني علقتُ بأسوارها
تطلُ وتبرقُ في خاطري تضيءُ زماني بأنوارها
فلم أجنِ غير بقايا الرمادِ وقلب تَحرّقَ في نارها
وما حنّتْ النارُ أو أشفقتْ كَوتني بظلمٍ بأحجارها
وما كنتُ أمضي بغيرِ حسابٍ كأني حُكمتُ بأقدارها
أضعتُ الزمانَ بحلمٍ كذوبٍ لأني حُبستُ بأفكارها
وطفتُ المدائنَ كل الدروبِ وضاعت حياتي بأقطارها
ويلهو بها الحزنُ قيثارتي يشدُّ ويرخي بأوتارها
فيعزفُ لحناً يذيبُ القلوبَ فيحرقُ قلبي بأخبارها
فَتهتُ أغنّي بعمقِ الجنونِ تدندنُ روحي بأشعارها
فترمي عليَّ ثيابَ الشتاءِ وتُغرقُ حلمي بأمطارها
فأين الذي ظنَّ أنْ لن يموتَ وقد كان يلهو بأزهارها
ومن كان يزرعُ لوزاً وورداً ويرتاحُ في ظلِّ أشجارها
سأشهدُ حقاً بأني اقتنعتُ وطالبتُ نفسي بإعذارها
فقد يقلبُ الأمر في طرفِ عينٍ لتلهو القبورُ بِحُفّارها
فما فاد زرعٌ ولا صبُّ ماءٍ إذا الريحُ طافتْ بإعصارها
سأعزلُ نفسي لتهدأ روحي هدوءَ الطيورِ بأوكارها
مللتُ المسيرَ بغابةِ شوكٍ يحيطُ الظلامُ بأسرارها
أضعتُ الشبابَ وألقيته يطوفُ ويجري بأنهارها
سأبكي عليها بفيضِ الدموعِ ولن أستريحَ بإنكارها
تمرُّ وتمضي كضربةِ حظٍ تفننَ طيشي بإهدارها
22
قصيدة