الديوان » مصر » محمد عثمان جلال » شكى الحمار وهو في البستان

عدد الابيات : 18

طباعة

شَكى الحِمارُ وَهوَ في البُستان

مِما يلاقيهِ مِن الأَحزان

وَقالَ كَم أَمسى بِسوءِ حال

وَكَم بَرى ظَهري مِن الأَحمال

وَلَم أَزَل طول النَهار أَجري

وَطالَما صَحَوتُ قَبلَ الفَجرِ

يا لَيتَ من يملكني يبيعني

لِغَيره وَأَن يَكُن يجيعني

فَإِنَّني سَئمت مِن خدمته

وَعفتُ ما يَخرج مِن ذمته

فَبيع ذاكَ الجَحش للدّباغ

وَأَورث الرَجّة في الدِماغ

وَكانَ في البُستان وَالنَسيم

يَأكل في الخضرة وَالبَرسيم

رَأيتهُ وَالجلد فَوقَ ظَهره

مُشتَغِلاً بِفكره في أَمره

يَقول لَيتَ ما تَرَكتُ الأَولا

وَلَم يَكُن حَظي قَد تَحَوَّلا

فَإِنَّهُ وَإِن يَكُن أَساءَني

فَما يُضاهي اليَوم ما قَد جاءَني

وَبَعدُ بيعَ الجَحشُ لِلفَحّام

وَباعَهُ الفَحّام لِلحّام

وَلَم يَكُن يَرضى بِأَي قسمه

بَل زادَ في السخط وَصَفى رَسمَه

قالَ لَهُ الحَظ اتئد يا جَحشي

وَفي الطَريق المُستَقيم فَامشي

إِنّي لَو مَلكتك الأَراضيا

ما كُنتُ بِالقسمة مِنها راضيا

وَلَم تَكُن تَسلك بِاستقامه

وَتحمد اللَهَ عَلى الإِقامَه

وَهَكَذا قَد تَفعَلُ الحَميرُ

وَمِنهُم بَينَ الوَرى كَثيرُ

فَالتَفتوا يا مَعشَر الرِجال

وَاستمعوا مَواعظ الأَمثال

عارٌ عَلَينا وَقَبيح ذكرِ

أَن نَجعل الكُفرَ مَكانَ الشُكر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد عثمان جلال

avatar

محمد عثمان جلال

مصر

poet-Mohammad_Othman_Jalal@

201

قصيدة

3

الاقتباسات

2

متابعين

محمد عثمان جلال: المترجم الأديب والشاعر المصري رائد التعريب والمسرح النشأة والتعليم وُلِد محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي عام ١٨٢٨م في قرية "ونا القيس" (أو "ونا القس") بمركز الواسطى ...

المزيد عن محمد عثمان جلال

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة