عدد الابيات : 16
ولقد بدت من نورها الغراءُ
تدنو وتبعد والمنى إغراءُ
تبكي النجومُ إذا مررتِ بوجهها
ويضيع في عينيكِ ما الأضواءُ
هيفاءُ تمشي والدلالُ رفيقُها
وكأنها للكونِ فيهِ رجاءُ
قامت كأن البانَ نسجُ قوامِها
وكأن خصرَ غصونِها لَيناءُ
من لحظها نبلُ المنى مرمى،
ومن لفظاتها وردٌ بهِ إرواءُ
سبحانَ من سَوّى الجمالَ برسمِها
حتى تحارَ بوصفِها الشعراءُ
ما بينَنا والدهرِ حينَ عزائمٌ
تغشى الطموحَ ونورها الإيحاءُ
قد طوّعت خطوي العواصفَ عزّةً
ورقى المحامدِ للسما إعلاءُ
إني لَأحملُ في الضميرِ رسالةً
فيها لروضِ الفضلِ لي إيواءُ
وعلى خطى المجدِ العظيمِ كتبتُها
نبضاً، وكم في نبضنا إيماءُ
من لا يُملُّ حديثُهُ، فكأنّهُ
في مجلسٍ يُتلى له الإصغاءُ
قل لي أأحسنُ من وفائك إن بدا؟
ما في الوفاءِ لأهلهِ إبطاءُ
تبني المكارمَ بالحجا، فكأنها
بك قد سمتْ، تزينها البيداءُ
والحلمُ فيك مع العُلى متصادقٌ
فكأن حلمَك في العُلى شركاءُ
لك في القلوبِ مودّةٌ معلومةٌ
ولكَ المعالي والندى أنداءُ
194
قصيدة