الديوان » نوح علي ذعوان » فراق الوطن

عدد الابيات : 14

طباعة

بكيتُ شوقاً لوَطني عندَ مُبتَعدي

كأنّهُ بعضُ روحي، بل هو الجَسَدِ

تمرُّ بي صورُ الأيّامِ مُنهمِرةً

كأنّها طيفُ أمسٍ ساكنٍ خَلدي

أشتاقُ داراً بها الأحبابُ قد سكنوا

وصوتَ أمّي يُناديني على مَهَدِي

وأين نخلي؟ وأين الحيُّ؟ والفرحُ الـ

ـذي تربّى على الأرواحِ في العُودِ؟

هنا الغريبُ يُعاني البُعدَ مُرتحِلاً

وهناكَ كنتُ عزيزَ النفسِ في بلدي

يا موطني كيفَ أغفو دونَ ذاكرةٍ

تعودُ بي في ليالِ البُعدِ للسُهُدِ؟

وكلّ ما فيك من طهرٍ ومكرُمةٍ

أراهُ نوراً على الأضلاعِ يتّقدِ

لئن بَعُدتُ فإنّ القلبَ مُنْشَدُهُ

يظلّ نحوك في حبٍّ وفي وَجدِ

ذكرتُ أرضك في صمتِ الدُّجى فأتى

صداك يغسلُ وجداني من الكَمَدِ

هناكَ خبزي، ومائي، والندى عطري

وفيك طيني، وسجّادي، ومُعتَمَدي

هنا الأسى مُثقِلٌ، لا وجهَ أعرفُهُ

ولا حنينٌ يُداويني ولا أحدِ

فيا بلادي خُذي قلبي إليكِ، فكم

سَئمتُ دهراً بلا دفءٍ ولا سَنَدِ

رجعتُ والشوقُ نارٌ تشتكي وجعي

أهيمُ في الأرضِ من وجدٍ ومن كمدِ

فإن رضيتِ بيَ الأيامُ وابتسمتْ

فعوْدتي لكِ كانتْ أصدقَ الوَعدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

224

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة