الديوان » نوح علي ذعوان » العودة بعد الغربة

عدد الابيات : 19

طباعة

أحزانُ حقـائـبِـنا.. ومـوْجُ حياتـي

تختـالُ فـوق مـرافـئِ الـلحظـاتِ 

نَشـدو وتَسـحقنـا الدروبُ بظلّها

كـالعُمْـرِ بينَ مواسِـمِ النَكـباتِ 

لـمَّا طوَيْـنا أرضَـنا بتحيَّةٍ

مـلأَتْ جـوانحنـا بـألفِ أناةِ 

رحنـا نُحاورُ مـوجَ بحرٍ عابس

ويـصُدُّ عنَّا شاطـئُ السنواتِ 

وضعـتْ خطانـا في الفيافـي أمنية

ورجـعنَ بالحَسـراتِ واللَّـعنـاتِ 

سـفرٌ نكادُ نكـون فيهِ حقـائباً

أو ظـلا يَهجـرُ ظِلَّهُ بثـباتِ 

ما كنـتُ أعلمُ أنَّ صـوتَ غُيـابِنا

أعلـى من التصفيقِ في صَالاتي 

كـم من محـطاتٍ ذبَحْـنا صَمتَـها

وغفَـونا تحتَ سُـرُجِ الإضاءاتِ 

وكـأننـا من كـثرة الترحـالِ ما

عُدْنـا نُفرّقُ بيـنَ ألفِ جهـاتِ 

من خانـة لحقيـبة لسَحـابة

نمشي ونحمـلُ غربـةَ الآهاتِ 

حـتى القلوبُ نغادرُهُـا سِـفـراً، فلا

نبقى سِـوى أشلاءُ بلا وجهات 

ومتى وصلنـا.. نرتجي مَن يُنـهِضُ الـ

ـوجدانَ من تعَبِ الحنينِ العـاتي 

فلعلّ في خطـواتنـا مـعنى الرُؤى

أو آيـةً تُـتلى ، بـلا تَـرتـيلاتِ 

إن كنتَ تسفـرُ مُستقيـماً فانظـرِ الـ

ـسفـرَ الذي يُقـوِى مِنَ العثـراتِ 

هـذي الطـريقُ، وإن تـباعدَ دربُها

لا تُـخْرجُ الأوطانَ من نبضـاتـي 

في كـلّ خطـوةِ مُغـتـرب دمعـتـي

وسُـهادُ قلبـي واشتـعالُ شتـاتي 

وطني يـراودني بـملحِ تُـرابهِ

فأشمُّـهُ في مضغةِ اللُقـمـاتِ 

ويُـعاتبُ التاريـخُ دَربي كلّمـا

أطـالتُ في غُربـاتِـهِ سـكَراتي 

أنـا عـائدٌ.. لو شـدَّني مَـوتُ النوى

فالـموتُ في وطني عَـذوبُ فـناتي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

226

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة