الديوان » مصر » محمد عثمان جلال » حكاية عن أحد التجار

عدد الابيات : 23

طباعة

حكايَةٌ عَن أَحَد التجار

سافَرَ بِالأَموالِ في البِحار

وَاقتحكم الأَخطار في سِياحَته

وَعَرَفَ الأَشياء في مِلاحَته

وَباعَ قنده وَباعَ العودا

وَبُدِّلَت أَصنافه نُقودا

وَلِلدَنانير غَدا مَليكا

وَلَم يَجد ضدّاً وَلا شَريكا

وَالتَذَّ بِالمائِدَة العَظيمه

وَكُلُّ أَكلٍ عِندَهُ وَليمَه

فَذاتَ يَومٍ وَهوَ عِندَ الباب

أَتى إِلَيهِ أَحَد الأَصحاب

قالَ لَهُ مِن أَينَ تِلكَ الثَروه

قالَ لَهُ سَأَلتَني يا عُروه

أَما عَلمتَ أَن هَذا كَدّي

وَثَمرات وَما غَرَستُ بِيَدي

وَثَمرات قُوَتي وَتَعَبي

جَنيتُها بِالسَعي لا بِاللعب

وَبَعدَ ذاكَ في البِحار نَزَلا

بِما له وَلِلبلاد اِرتَحَلا

فَخابَ مِنهُ الظَنّ تِلكَ النوبه

وَبال في الفَرش وَبلَّ ثَوبه

وَذاكَ أَنَّهُ بغليونٍ نَزَل

وَذَلِكَ الغليونُ ساءَ في العَمَل

بِهِ أَحاطَ المَوجُ وَالرِياحُ

وَمِن نَجاةٍ يَئس الملّاحُ

وَلَم يَزَل في الانحطاط التاجرُ

وَهوَ عَلى هَذا الأَذى يُسافِرُ

حَتّى غَدا صُفرَ اليَدين جَيبُهُ

وَزالَ فَضله وَبانَ عَيبُهُ

وَجاءهُ حَبيبهُ يَزوره

وَقَد خَبا مصباحه وَنوره

قالَ لَهُ مِن أَين هَذا الفقر

قالَ لَهُ يا صاح خانَ الدَهر

قالَ تَسَلَّ وَاِطرَح الهُموما

فَالدَهرُ صارَ أَمرهُ مَعلوما

وَاِسمَع كَلاماً ما أَراكَ تَسمَعُه

يا مَن رَماه جَهله وَطَمَعه

إِنَّك هَكَذا وَكُلُّ الناسِ

طرّا عَلى المنوال وَالقِياس

إِذا أَصابوا ثَروَةً وَاِكتَسَبوا

لِفعلهم وَالاجتهاد نَسبوا

وَإِن أُصيبوا بِدَواعي الفَقر

قالوا أُصِبنا بِدَواهي الدَهر

فَالتاجر الكيِّس في التِجاره

مَن خافَ في مَتجَرِهِ الخَساره

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد عثمان جلال

avatar

محمد عثمان جلال

مصر

poet-Mohammad_Othman_Jalal@

156

قصيدة

3

الاقتباسات

2

متابعين

محمد عثمان جلال: المترجم الأديب والشاعر المصري رائد التعريب والمسرح النشأة والتعليم وُلِد محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي عام ١٨٢٨م في قرية "ونا القيس" (أو "ونا القس") بمركز الواسطى ...

المزيد عن محمد عثمان جلال

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة