أنا اليمني ! أنا اليمني! ويا شعبي يظنُّ الظالمونَ بأنَّ صبرَكَ قد نفدَا!
ولكنّي وإن طالَ الأسى في الدربِ وإن ضاقتْ دروبُ الحلمِ إيماني بصدقِ النبضِ أنَّك شامخٌ دوماً كما الأمواجِ في المدى يتجدّدَا!
نعمْ، باللهِ يا شعبي يتجدّدَا! فلا تنهضْ لكي ترجو اعتذاراً من يلوكُ الوهمَ ولا تصغِ لأقوالٍ بها الشكُّ ولا ترجو من الطغيانِ أن يعدو إلى العدلا
فأنت النورُ إنْ سَطَعَا وأنت الحقُّ إن صدحا! قف فالتاريخُ مستمعاً وصِحْ للدهرِ بل للدربِ: أنا الإنسانُ من اليمنِ من أرضِ العطاءْ… ومن كِبَــرْ! وإن جاروا وإن زادوا علينا الحقدَ والبهتانْ
فإنَّ الحقَّ منتصرٌ وإن طالَ الطريقُ بنا وإن خابتْ رؤى الأزمانْ فسيرك يا بني وطني عظيمٌ في خطاهُ، به يُزلزلُ عرشَ كلِّ جبانْ!
وإن خافوا فما خافوا سوى نور سطعْ فينا من الإيمانْ وإن صادوا فما صادوا سوى وهجِ الحقيقةِ في عيونِ الحرِّ والإنسانْ
نُكابِدُ، نعمْ، ولكنْ نرى في الصبرِ مفتاحا وفي الآهاتِ ميلادا وفي الجرحِ الدفينِ… بيانْ! ونحملُ في خُطانا الحلمَ لا نخشى الرياحَ، ولا نُهادنُ في الوغى شيطانْ
نُعانقُ صبحَنا الآتي وإنْ عاثتْ ليالي الحزنِ في الآمالِ والهذيانْ فهذا الوطنُ الباقي يُعلِّمُنا الصمودَ إذا انتفضْنا ويَسقينا الوفاءَ إذا جَرى النسيانْ
سنمضي يا بني قومي على دربٍ نُشيّدهُ بكلِّ دموعِنا، دَمنا، بكلِّ الحبِّ والعرفانْ! سنمضي والنجومُ لنا شموعٌ في الدُجى تهدي وتُضفي العزَّ في دربٍ به الإقدامُ والعنوانْ
وإنْ زلزلتْ خطوبُ الدهرِ أركانا لنا خابتْ فنحنُ الجذرُ إنْ نادى ونحنُ السيفُ إن حانَتْ ساعة الميدانْ
بنا يُزرعْ ربيعُ الأرضِ إن هبَّتْ عليها ريحُنا العليا وشدَّ النور أوتارا من الوجدانْ!
فلا خوفٌ على وطنٍ تشبَّثَ بالمآثرِ واستبانَ الحقَّ بالميزانْ ولا حزنٌ على شعبٍ إذا نادى المروءةَ لبَّتِ الأزمانْ
سلامًا يا بلادي يا ضياء لا يُطفّئهُ عُتاةُ الليلِ إن هبُّوا وإن نصبوا لنا الطغيانْ