يا حمامة وسط روحي تستدير

تجلب الأرياف والريح العطار

من عرفت الحب وانتِ لي العشير

ما استذقت العذب قبلك بالمرار

يوم شفتك لان خفّاقٍ عسير

والعيون رواض من منها استجار

الغيَد في قبلٍ شموخه أمير

والمهامس ترسم هيامي شعار

والخُطا متناسقة بشر ونذير

فيها من ريع الظبا عند الحيار

والنواظر من لهبها تستشير

ترجم الترقاب في روض الضمار

والحجاج أليال تروي عن سمير

وروعه من سيوف الأهداب الغوار

والأذن لولو يحمل لول قرير

ليت تسمع بحّة عيوني الكسار

والخشم سيفٍ من الورد الجهير

هبّت النسمة وغنّى باستنار

في جبا الريح نفسه مسك وعبير

كل ما حنّيت حن عطره وزار

والجدايل أعمدة دلجة حرير

بالنقوش تزخرفت يمّ السمار

قمرة بلون الذهب بل وأصفى مير

الحيا فضّح خبي الجوري وأشار

والشفق ترجمه مصوب الغدير

رسمةٍ بروازها بسمة وقار

خلف أطهار الملامح والغرير

انزوت قصّة جهلها كل مار

يوم أنا حسيتها بظنٍ كسير

احبستني غربتي بأقصى المدار

والديار اللي جمعتنا يا العشير

اطردوني منها باثر الغبار

مثلما كمّلك معبودٍ قدير

قادرٍ يجمعنا في ذيك الديار

خوفي والآمال خيطٍ من خرير

تنقطع عن هايم بعالي العمار