الديوان » محمد احمد المجالي » شَــدْوُ الصَّـدى (في المَديْحِ النَّبَويّ)

عدد الابيات : 30

طباعة

مَهْما تَقــدَّمَ في الزَّمــانِ مَـداهُ

بِالقَلـبِ لا بِالعَيْـنِ نَحْـنُ نَـراهُ

مَـلَأَ القُلـوبَ كَمالُـهُ وَجَمالُـهُ

طُوْبـى لَها إِنْ أَصبَحتْ سُكْناهُ

هُوَ رَحمَةٌ هُوَ نِعمَـةٌ هُوَ مِنَّـةٌ

لِلعالَميــنَ  إِلهُنــــا  أَهْــــداهُ

فيْ قَلبِهِ نَزَلَ الكِتـابُ هِدايــةً

لا رَيْــبَ فـيْ آياتِــهِ فَتَـــلاهُ

فانْزاحَ لَيْلٌ بِالجَهالَةِ مُطبِـقٌ

وَعَلَتْ تُنيْرُ الكَونَ شَمْسُ هُداهُ

لَوْلا النَّبيُّ قُلوبُنا ما أَبصَرَتْ

وَلَما عَرفْنــا  رَبَّنـــا  لَـــوْلاهُ

أَحيا كَعيْسى أُمَّةً مِنْ مَوتِها

وَالعَدلُ بَعدَ مواتِهِ أَحياهُ

فاقَتْ عَصىْ موسىْ عَزيْمَةُ زِنْدِهِ

وَالسَّيفُ كانَ مَضاءَهُ وَعَصـاهُ

ما احتاجَ مُعجِزةً سِوى آياتِهِ

قُرآنُهُ عَنْ غَيرِهِ أَغْنـاهُ

يا عاشِقـاً لِمُحمَّدٍ مِنْ وَصْفِــهِ

ما حالُ قَلبِـكَ حيْنَ أَنْـتَ تَـراهُ

بَل كَيفَ حالُكَ حيْنَ تَأتيْ كَوثَراً

تَسْقيْكَ مِنْ حَوضِ الحَبيْبِ يَداهُ

مِنْ بَعدِ طُولِ تَخَوُّفٍ وَتَلَهُّفٍ

تَلقـاكَ فيْ دَمْـعِ الرِّضـا عَيْناهُ

سُبْحـانَ مَنْ مَـدَّ اليَتيْـمَ  بِلُطفِـهِ

تَقْفـو  الخَلائِـقُ هَديَـهُ  وَخُطـاهُ

سُبْحانَ مَنْ جَمَعَ البَهاءَ بِوَجِهِهِ

وَذُرى الفَضيْلَةِ سَمْتُهُ  وَشَذاهُ

وَكَأَنَّ كُلَّ فَضيْلَةٍ ما عُظِّمَتْ

إلّا  لِأَنَّ  غِراسَهــا   كَفّـاهُ

لا عِشْقَ إِلا ما يَكونُ لِأَحمَدٍ

تَأَبى قُلوبُ العارِفيْنَ سِواهُ

جَمَعَ المَكارِمَ كُلَّها بَحراً يَمو

جُ ولا يُرى مِنْ فَيْضِها مَرساهُ

وكأَنَّما خُلِقَ النَّبيُّ مُحمَّدٌ

مِنْ رَوْنَقٍ أَو سُؤْدُدٍ يَرْضاهُ

هذا نَبيُّ اللهِ آخِرُ مُرسَلٍ

مِسْكُ الخِتامِ ولِلكَمالِ مَداهُ

يَبْقى بِأَعْماقِ النُّفوسِ مَكانُهُ

رَوْضاً وَنَخلاً لا يَجِفُّ جَناهُ

أَنا ما سَمعْتُ حَديْثَهُ أَوْ صَوتَهُ

لكِنَّنيْ أُصغيْ لَشَدْوِ صَداهُ

وَأَراهُ فيْ آيِ الكِتابِ مُعَلِّماً

يَتْلُو عَلَيَّ بَيانَهُ وَهُداهُ

كُلُّ الدُّروْبِ ضَلالَةٌ وَعَمايَةٌ

إِلّا   الّتـي  لِمُحمَّـدٍ  مَمْشـاهُ

فَالدِّيْنُ يُمْنَى المَجْدِ يَبنيْ أُمَّةً

وَسَنا  العُروبَةِ  لِلعُلا  يُسْــراهُ

مَجْدٌ كَحَبلٍ في السَّماءِ ذِمامُهُ

وَهُما على طُولِ المَدى طَرَفـاهُ

لكِنَّنـا   لَمّا  سَـلونا   أَحمَــداً

فيْ نَهْجِـهِ  وَقَـعَ الّذيْ  نَخشـاهُ

فَتَكالَبَتْ أُمَمٌ عَلى  ساحاتِنـا

وَتَجبَّروا   واسْتَوطَنوا   مَسْـراهُ

وَتَفرَّقَـتْ  راياتُنا   وَتَقاتَلَـتْ

والجَهْـلُ شَتَّتَ  شَملَنـا   بَلْــواهُ

بِكَ نستَغيْثُ اللهَ يا خيْرَ الوَرىْ

غَوْثـاهُ   رَبَّ   مُحَمَّـدٍ   غَوْثـاهُ

يا أَيُّها المَبْعوْثُ فيْنـا رَحمَـةً

وَهِدايَــةً  صَلّـى  عَليْـــكَ   اللهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد احمد المجالي

محمد احمد المجالي

48

قصيدة

محام وشاعر أردني من مواليد عام 1966 مقيم في عمان وله العديد من القصائد المنشورة في كافة المواضيع الشعرية

المزيد عن محمد احمد المجالي

أضف شرح او معلومة