ألا يارفاق الدرب هل من ترحلٍ

إلى أرض خلدٍ بالحجاز المظللِ

فشوقٌ دعاني نحو مكة مرةً

وروخٌ تحن لكل مغنىً ومنزلِ

عبرت بحاراً والصحاري ألفها

وكان هوى الحسناء زادي ومعقليِ

لقيتُ فتاةً في ربوع رفيعةٍ

ترامت لها الأنفاس من كل مفصلِ

حجازية العينين سحر بمقلةٍ

يذيب الفؤاد بسهم بغير تنصلِ

فقالت بصوت كالكريمة ينهمي

من الفارس الجزل الذي تململِ

فقلت أنا من أرض جود عظيمة

من الأرض الخضراء فاعلم وتقبلِ

فقالت بلاد ماعرفت طريقها

وهل لك في أرض الحجاز بمنزلِ

فقلت بقلبي كل رملٍ وطيبكم

وداري جزائر العز فاعلم وتسألِ

وعينيها ترقب وجهي بحيرة

فما الحب يرضى البعد ياليته يليِ

ولكن بين القلب درباً معارضاً

وبين المنى تمن وتكللِ

فما هذه الدنيا سوى حلم عابرٍ

إذا الهوى سار بنا فليوصلِ

فلا تيأسي يامنية الروح إننا

لو القلب يرضى البعد لم نتحملِ

فقلت بلاد النخل عندي مهابةٌ

وأرض الجزائر كل أرض مجملِ

فتجفى ولو بالنظرة الحب يعتري

وماللمحب اليوم غير التذللِ

ولكن شوقا في الحشا قد تجمعا

يسافر بي للمرة الألف أقبلِ

فيا قلب عاش حيرة عاشقٍ

ويا عين أمسى حزينا ولم تلِ

ولي كل درب في الفيافي سبيلهُ

إذا العين رامت دار ليلى للتوصلِ

سأزأر حتى الأرض مني تزلزلُ

وأركب أمتانا حتى أنال ليِ

فما العمر إلا لحظة قد تطاولت

وماالحب إلا منية الروح فاعملِ