قفا نبك من ديار ومنزلِ

بأرض تشظت من جراح التطفلِ

وبين اللباب القدس والزيت والرضا

ديارٌ عفاَ رسمٌ بها لم يحولِ

كدمع العذارى فوق خدٍ مسبلِ

على شاطئ النكبات والجرح ينجلِ

كأن الصباح الفجرَ والشمس أشرقتْ

لتكشف قهر الظلمِ ممنْ تسللِ

فيا غزة العز التي شجت العدا

وصمت القرى في الضفة التي لم تبدلِ

وكم فتىً في ليله سارَ ساهراً

ليرميَ نحو البغي حجرا بمعقلِ

وكم من جبين ساجدٍ في محارفٍ

لكَمْ من دماء سالت الأرض أدمعاً

وروت ثرىً طابت بعطرِ وجندلِ

يناجي إاله العرش ممن تقولِ

كذلك النجوم الساطعات في تبوأتْ

مقاماً علياً بين صدر المُبَجَلِ

فصبرٌ جميلٌ ثمَ نصرٌ مبينٌ

وفجرٌ قريبٌ يزهر الخير في العلي

وتعلو منابرنا من القدس صوتها

بتكبير من أوفى وأبقى وأكملِ