الديوان » نوح علي ذعوان » جراح القدس

عدد الابيات : 19

طباعة

ما زالَ في القدسِ صوتُ الحقِّ ما غَربا

وإن توارى وراءَ الصمتِ واحتجبا 

ما زالَ في حجَرِ الأطفالِ عاصفةٌ

ترمي العُداةَ وتُبقي الحلمَ مُلتهبا 

ما زالَ في سَجداتِ الحرِّ مُعجزةٌ

تهزُّ أركانَ مَن خانوا ومَن نَهَبا 

قد باركَ اللهُ أرضاً لا تزالُ على

عهدِ النبيينَ، تُحيي المجدَ إن ذهبا 

في كلِّ رُكنٍ دمٌ يمضي على ثقةٍ

كأنّهُ النورُ يُقصي الظلمَ والسغبا 

لا تسألِ القومَ عن وَعدٍ فقد كذبوا

ولا تطالعْ ولاة الوهمِ والخُطَبا 

باعوا القضيّةَ من خوفٍ ومن ذلِّ

كأنَّ داءَ الخيانةِ فيهمُ نُصِبا 

هل بعدَ بيعِ الحِمى خزيٌ يُضاهيهِ؟

أم هل رأيتَ دماً في الجُبنِ قد نضَبا؟ 

كأنَّ أقصى الهدى في الأسرِ منفطرٌ

يبكي ويكتمُ في محرابهِ الكُربا 

لا تسألِ الزيفَ عن صدقٍ، فكم لبسوا

ثوبَ النفاقِ، وكم زيَّنوا الكذِبا 

ولْتستفقْ أمَّةٌ نامتْ على ألمٍ

تنامُ دهراً، وتُبقي الدمعَ منسكِبا 

ما عادتِ القدسُ تبكي غيرَ مَن وقَفوا

في ساحةِ المجدِ، لم يَرضوا بها سُلبا 

من صامدينَ إذا نادى المدى وقفوا

كأنَّ فيهمْ جلالَ العزمِ والنّسبا 

همْ وحدَهمْ في زمانِ الخوفِ ما وهَنوا

ولا تهاونَ في أعماقهم حُبِسَا 

يا قدسُ إنّا على العهدِ الذي كتبتْ

أيدينا دونه الأرواحَ والقلُبا 

والقدسُ لا تُستعادُ اليومَ بالكَلِمِ

"لكنْ بدمٍ فوقَ أرضِ العزِّ قد صبّا" 

فاصرخْ بوجهِ الليالي: إنّنا قَدَرٌ

يمشي إلى النصرِ لا يَخشى بهِ العَطَبا 

لن تنحني القدسُ ما دامَتْ دماؤُكمُ

تُسقي الربى فَتُنيرُ الدربَ والغَضَبا 

سيُرجعُ المجدَ جيلٌ لا يُساوِمُنا

قد أقسمَ اللهُ أن لا يترُك النُّجَبا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

307

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة