إلى ميليا كم مال قَلبي بأَمالِ

وطول النوى كَم زاد بالبال بلبالي

وكم ظلت ابغي الوصل والدهر قد بغى

بتبديلهِ وصلي بتهصير أوصالي

وكم بتُّ أرعي النجم أشكو بذلتي

إلى ظبية جارت بهجري وإذلالي

أنادي ظبا غوسطا بتغصيص غصةٍ

وأشرق في نوحي وما من يرى حالي

أَلا أَيُّها الظبيُ النفور أَلا اتَّئد

رويداً ولا تصغي إلى وشي عذّالي

أَلم تذكَّر عهداً وما كان بيننا

وهل مال منك القلب للغير بالمالِ

أنا وَالَّذي أعطى العيون نعاسها

وصيَّر رمح القدِّ يزري بعسّالِ

ونوَّر ورد الخد يزهو تأَلُّقاً

يضيءُ بزاهي الفرق من مطلع عالِ

وصيّر عقد الثغر ماساً منضداً

بسلكٍ من الياقوت ذي ثمنٍ غالِ

وأظهر فوق الكشح رمان بانةٍ

وفي مورهِ داعٍ لقلب الفَتى الخالي

وزانَ محيّا الغيد في كل أحورٍ

يريش نبالاً في حشا كل ريبالِ

يميناً بصافي القلب سؤلي حلفتها

ولم أكُ أفّاكاً ولست بمحتالِ

فإني على حفظ الوداد لثابتٌ

وعن ميليا ما مال قَلبي ولا بالي

سأَلتكِ في عود اللقاءِ لمهجتي

بعينيكِ يا سؤلي قبولاً لتسآلي

فدمعي سلا جسمي وما ليَ سلوةٌ

ولا ارتضي السلوى ولا القلب بالسالي