الديوان » نوح علي ذعوان » الصافنات الجياد

عدد الابيات : 20

طباعة

رأيتُ الصهيلَ يُدوِّي فخارْ

ويسري كنورٍ يشقُّ القفارْ

خيولُ المدى في المدى وقفتْ

فأشرقتِ الأرضُ منها انبهارْ

تجوبُ الصحارى بلا مرشد

وتُدركُ ما لا يُدانيه سارْ

تطيرُ كالريح على حافر

إذا جدَّ في خُطاها اقتدارْ

تُحدِّثُ عن مجدِ آبائها

وتكتبُ بالعزِّ ألفَ شعارْ

تُكرُّ تفرُّ إذا أُطلقتْ

كأنّ المعاركَ فيها تُدارْ

وفي وقفةِ الصبرِ كانتْ كأنْ

على الجمرِ تُمشي، بلا انتظارْ

إذا مسّها الجوعُ لم تشتكِ

وإن صابها الجرحٌ، فيها اصطبار

تُربّتُ على المجد لا بالنعيمِ

فلا تعرفُ الذلَّ والانكسارْ

تُباهي الزمانَ بأعرافها

وتحفظُ عهدَ الوفاء والجوارْ

وتأنفُ أن تركبَ الوهمَ، بل

ترى في الصعابِ المدى والمسارْ

ويُعرفن بالصافنات الجياد

وقل هن رمز الضياء والمنار

لها في عيونِ الملوكِ المنى

وفي قلبِ راعي الحِمى انتصارْ

وتعرفُ فارسها من خطاهُ

فلا تجهلُ الصدقَ، أو تستثارْ

تحنُّ لظلِّ السيوفِ إذا

طلبها المنادي، وساقَ المَغارْ

أصالتها من رؤى فارس

ومن سحرِ ماض سقاهُ الوقارْ

فيا سائلي عن عراقتها

خُذِ الفخرَ منها، وخُذْ اختبارْ

ولو أنصفَ الناسُ في مدحها

لما احتاجَ شاعرٌ، ولا استعارْ

فبوركتِ يا بنتَ أصلِ، خيولُ

تُصاغُ بها العزّم والأفَتخارْ

ستبقينَ ما دام في الأرضِ حُرٌّ

يحبُّ السُّيوفَ، ويهوى الغبارْ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

239

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة