الديوان » جميل الحبيب » الحب والسور العالي

عدد الابيات : 24

طباعة

 اسمي أنا زيدٌ وهذي قريتي

فوق الضفاف. وهؤلاء رجالي

وأنا أحبك منذ سبعة أعْصُرٍ

وثمان طعْناتٍ وعشر ليالِ

وأنا أظن الريح رهن مآربي

والنهر نهري، والظلال ظلالي

سمراءُ.. إنّ من المحبة لعنةً

فحذارِ من أن تغرقي برمالي

سمراء.. أقوال الهوى محشوّةٌ

موتًا، فلا تصغي لأي مقالِ

أنا واثق لو أنتِ قمتِ بطعنةٍ

أخرى، سأعرف ما عليّ وما لي!

إني أريدك لي.. بلا عُقَدٍ، بلا

حَرَبٍ، بغير دمٍ، بغير قتالِ

إني صرفت عليك نصف مبادئي

ما كنت أجهل أن مهرك غالِ

إن كان روضُ الحبّ لا ثمرٌ بهِ

فبأي وهمٍ قد ملأتِ سلالي

ولأي زيفٍ قد مددتُ أناملي

ولأي وجهٍ قد شددتُ رحالي

أإلى الجحيم تؤول كل مواهبي

أم في الهباء يضيع كل نضالي؟!

أشعلتِ آمالي.. لماذا يا ترى..؟

ما دمت تحترقين من آمالي

ولِمَ اقترفتِ الحرب، ثم تركتني..

لأخوض وحدي في هواك نزالي؟!

أخفي جراحاتي، وأحسب أنني

بطلٌ. فيا لغوايتي وضلالي

كل الإجابات التي قدمتِها..

ليست تساوي كبرياء سؤالي!

أنا منطقي أبدًا طفوليٌّ.. فلا

تتذمري من منطق الأطفالِ

إنّي أجادل مثلهم، فتدرّعي

بالصبر، إن يومًا أردتِ جدالي

وأنا خياليُّ الرؤى، لن تملكي

رئتيَّ إلا إنْ أثرتِ خيالي

بي كلُّ ما تهبُ الطبيعةُ فانعمي

بمناخ أوديتي وطقس جبالي

ما في الربيع المشتهى من خصلةٍ

ترجين إلا وهْي بين خصالي

إنّ الضياع المرّ في أن تحسبي

شيئًا محالًا.. وهْو غير محالِ

مجدًا ليومكِ فهو عيدُ تحرري

مهما جنيتِ، وفرحةُ استقلالي

سمراء، ذاكرة الحروب فقدتُها..

ونمت حقول القمح فوق تلالي

ما دمت تدنين الحبال إلى يدي

ما همّني أنْ سور بيتك عالي!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جميل الحبيب

جميل الحبيب

7

قصيدة

جميل الحبيب شاعر وأديب سعودي وُلد في محافظة القطيف، ويعد من الأصوات الشعرية المتميزة في المنطقة. صدرت له مجموعة من الدواوين الشعرية، من أبرزها ديوانه الأول رحلة في ذات عاشق، الذي نُشر عام 19

المزيد عن جميل الحبيب

أضف شرح او معلومة