الديوان » لبنان » حنا الأسعد » وفد المسرات زار الحي زائره

عدد الابيات : 73

طباعة

وَفدُ المسرّات زار الحيَّ زائرهُ

حيَّ فأحيا وسرتنا سرائرُهُ

وذرَّ في فلك العلياءِ بدرُ زهىً

فضاءَ في سمك لبنانٍ زواهرُهُ

وافترَّ ثغرُ التهاني بالمنى لهجاً

إقبال لبنان وافتنا بشائرهُ

مالي أرى برقعُ الخضراءِ يرفع في

سناهُ بُرقُعَ ليلٍ كان ناشرهُ

ضاءَ الرقيع بأنوار السرور ومن

فوق المجَرَّة قد لاحت أزاهرُهُ

هل شيمت النار في الأفلاك مسعرةً

من دون امداد اسعارٍ يساعرهُ

أأنجمٌ تلك والجرباءُ تسقطها

أم زان لبنانَ بالأفراحِ آمرهُ

أم معجزاتٌ أتت لبنانَ مدهشةً

أبصار راءٍ بها قد طاش باصرهُ

تصاعدُ النار في عكس التساقط من

جوٍّ ولا مانع الضدين قاهرُهُ

يُخيّل العقل ليلاً ي تصوُّرهِ

والطرف ينظر في صبح يغاثِرهُ

إذ ينظر الشرق قد ذرَّت شوارقهُ

والليل قد جدَّ فيه السيرَ سائرهُ

قال الثقاةُ فلا تبدي مغالطةً

دع عنك تمويه نوعٍ أنتَ خابرهُ

فالشمس مذ قارنت بدر الكمال فقد

تضاعف النورُ وامتدَّت عباقرهُ

والجوُّ جاد بأزهارٍ أتت عجباً

تخليق أنواعها قد حار ناظرهُ

والزُهر تاقت وابَّت سمك مرتعنا

لبنان شيخ الرواسي جلَّ فاطرهُ

فذي هباتٌ من الخلاق قد سطعت

في أفقهِ فانجلت عنهُ مآزرهُ

تلقى شواه تجلّى زاهياً نضراً

تجلي غموم الورى طرّاً مناظرهُ

والرَند يخطرُ والقيصوم غضَّ كما

جاءَت بدهشة أبصارٍ عباهرُهُ

رياضهُ حاكت الجنّات نزهتها

وعرفُها فاق ريّا الند عاطرهُ

بلابل الروض تشدو وهي هاتفةٌ

قد آن آنُ الصفا حيّوا نبادرهُ

تصيحُ حيَّهلا للزائرين على

ترحاب أنسٍ فينسى الآل زائرهُ

والصلد ماد وغنى لحن ذي طربٍ

والغصن ماس كما الخطّار خاطرهُ

والأرز أوَّد رأساً رانياً وعلى

أفنانهِ جاد بالتغريد طائرهُ

أوراقهُ قد شدت كالورق ثم تلت

راووق راح الهنا راقت مصادرهُ

مذ دارت الراح والأرواح شاخصةٌ

والسرُّ تشدو بألحانٍ مزاهرُهُ

والليل قد ناءَ والأنوار تدفعهُ

والجو بالصبح قد ضاءَت دوائرهُ

فصاح شادي الهنا ما قيل من قِدَمٍ

باكر صبوحك أهنى العيش باكرهُ

لبنان غنماً ومُذ بالعزّ مبتهجاً

قد زال غمٌّ وما كنا نحاذرهُ

سعديك لبنان ما دام المدى أبداً

فقرَّ عيناً ورُق فكراً تخابرهُ

فرّح فؤاداً ونَه طرف ذي شجنٍ

ولا تعاتب زماناً ضرَّ غابرهُ

دع ذكر ما فات من بؤسٍ ومن كربٍ

يهم للحرّ آتيهِ وحاضرهُ

يا غابرين اصدروا واجلوا صدوركمُ

فالحمدُ في صدرٍ قد قال صادرهُ

فعِم نعيماً أيا لبنان في نعَمٍ

وكن شكوراً رضيُّ اللَه شاكرهُ

في ظل ملكٍ سما كل الملوك عُلا

سنيُّ فخرٍ وكم تسمو مفاخرهُ

سليل آلٍ عظام قرَّ محتدُهم

سمك السماك وفي ذا قرَّ ناكرهُ

تليدُ قنسٍ زكيٍّ فرع شجرتهِ

سادَ البريَّة قد قلَّت نظائرهُ

العاهلُ المرتجي الكُبّار في ملاءٍ

اطاعهُ العصرُ وانقادت أكابرهُ

عبدُ الحميد لهُ حمد الخصال رنا

شهوده قد أتت في ذا مآثرهُ

يا خير منسوب خلق اللَه في نسبٍ

إلى المهيمن قد طابت عناصرهُ

يا حامي الملك يا صون العباد ويا

شديد بأسٍ يروعُ الكون باترهُ

شرَّفت مُلكاً سموتَ أسمى منصَّتهِ

أنتَ الإمام الذي تسمو منابرهُ

حُيّيتَ يا من حياةَ الملك أنعشها

ما دام ماءُ الحيا تحيي كوثرهُ

أجديتُ جودَ الجدا والجد ويشفعهُ

وُجدتَ جوداً دواد الدهر ذاكرهُ

ولَّيت واصه وزير العدل في وَزَرٍ

فجاءَ بالرحم أحرازاً يُوآزرهُ

مولى عدولٌ نصيفٌ جل عن شبهٍ

ندبٌ رحومٌ نظيف الذيل طاهرهُ

شهمٌ مهيبٌ نقابٌ بارعٌ لسِنٌ

سمديعٌ لوذعيُّ الذهن باهرهُ

سمحٌ جوادٌ بذولٌ غوث أنملهِ

غيثٌ سخيٌّ خضمُّ الجود زاخرهُ

فِنٌّ شريفٌ عفيفٌ منصفٌ ورِعٌ

رحوم خلق وفي التدقيق باصرهُ

أحيت عدالتهُ الانصاف بعد تَوى

وغب إن دُرست دهراً مقابرهُ

يأبى المظالم نهجُ العدل ديدنهُ

هذين يُبتُ خافيهِ وظاهرهُ

لاشي المفاسد من قومٍ غوَوا سفهاً

فأوشك البون عن لبنان شاطرهُ

يرعى الرعية في عيني يقظتهِ

يابى التهجُّد في الأعمال هاجرهُ

برٌّ تسامى على سمك الكمال رقى

قد ساد في سُؤددٍ والحق ناصرهُ

لبنان قد كان في غمٍّ وفي كمدٍ

والآن قد عاد في سرٍّ يثابرهُ

وحاز رغداً ورغساً وانثنى طرباً

وجودَّت خصبها خصباً ظواهرهُ

وفاق أمناً تباهى في الورى مثلاً

ونال يمناً أليفُ القهر خاسرهُ

به العملَّسُ يرعى الشاةَ مؤتلفاً

وآلفت فيه زُهلولاً جآذرهُ

لك الهناءُ أيا لبنان حزم منىً

قد نلتَ فخراً فلا فخرٌ يفاخرهُ

دع عنك زينة أنوارٍ موقَّتةً

وانظر لعزٍّ لوا التأييد سافرهُ

في محفلٍ قد حوى الأشراف من أممٍ

كلٌّ خليقٌ بما أولاهُ كابرهُ

قد زيَّنت محرساً أنوار طلعتهم

وشرَّفوا مجلساً راقت مخابرهُ

لنا التسامي بنواب الملوك على

حُبّ اتحادٍ لنا لاحت شعائرهُ

قد قلَّدوا جيد لبنانٍ بعقد سنى

نضيد مجدٍ به تزهو جواهرُهُ

وطيَّبوا عرفهُ في طيب نفحتهم

كما بامدادهم قد طاب خاطرهُ

همُ الأجلَّة قد زانوا مراتبهم

نالوا ثناءً لكم فاحت عنابرهُ

أنّى وقد زينوا بالفخر ليلتنا

لِلَه فخرٌ تناجينا كواثرهُ

فحسبك المجد يا شيخ القواعل إذ

قد آب من مجدنا ما كان داثرهُ

عزّاً ومجداً وفخراً نلتَ كن فرحاً

والأمن باليمن قد راقت غُذامرهُ

يا آل فدّوا جُؤاراً وأغنموا نعماً

ها قد نأى البؤس وانحلَّت زمائرهُ

عليكم الحمدَ للمنّانِ عن مننٍ

هذا وجوبٌ وآتي النكر كافرهُ

مذ حقَّ للسرّ في لبنان تذكرةٌ

نثراً ونظماً كما قد قال شاعرهُ

هنَّاتُ بالنظم لبناناً بما فرحت

به شعوبٌ وما اعتزَّت عشائرهُ

وقلت بشِّر أيا صعبيُّ في علنٍ

وفدُ المسرّات زار الحيّ زائرهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حنا الأسعد

avatar

حنا الأسعد

لبنان

poet-Hanna_Al-Asaad@

263

قصيدة

28

الاقتباسات

8

متابعين

الاسم الكامل: حنّا بن أسعد بن جريس أبي صعب الاسم المعروف به: حنّا بك الأسعد تاريخ الميلاد: 1235هـ / 1820م تاريخ الوفاة: 1315هـ / 1898م الجنسية: لبناني الانتماء الديني: من مشايخ الموارنة المنطقة: نواحي البترون، لبنان التعليم: درس ...

المزيد عن حنا الأسعد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة