الديوان » نوح علي ذعوان » أرق المساء

عدد الابيات : 21

طباعة

أرَقَ المَساءُ وكفُّ البَينِ أوجَعُهُ

وَاللَّيلُ يَهمِسُ لي: صَبرُ الفُؤادِ دَعُهُ

مَن كانَ بالأمسِ يُحييني تبَسُّمُهُ

أمسى غَريباً، وأَحزانُ الدُجى تَتْبَعُهُ

كُنتُ استَعيذُ بِهَمساتِ الوِصالِ إذا

ضاقَ الزمانُ، فَماذا الآنَ يَدفَعُهُ؟

راحَ الذي كُنتُ أَرجوهُ ويَرجُو بي

فاستَوحَشَ القلبُ، والأحلامُ تُجزِعُهُ

يا نَجمَةً في دُجى روحي تُنيرُ لها

طيفُ الفُراقِ دنا منها فأَمنَعُهُ

هَل كنتُ أَجهَلُ أَنَّ الدَهرَ يَسلبُني

كُلَّ الذي كُنتُ أرعاهُ وأُودِعُهُ؟

يا قلبُ، صَبرا على ماضٍ يُؤَرِّقُنا

فَالحُبُّ إن طالَ هَجرٌ لا يُروِّعُهُ

إنّي عَلِمتُ، ولكنّي أُكابِدُهُ

جُرحاً خَفِيًّا، ومِن عينيّ يَدَفُعُهُ

لا اللومُ يَنفَعُني، لا العَتبُ يُسعِفُني

ولا التَجلُّدُ إن ضَاقت تَوسَّعُهُ

فَلتَرحمي صَدرَ مَكلومٍ تُبعثِرُهُ

ذِكرى، وتَفحَصُهُ الذكرى وتَصدَعُهُ

ما زِلتُ أُقصي جُرحي حينَ يُوجِعُني

لكنّ حُزني بِقَلبي لا يُنازِعُهُ

ما كنتُ أرجو من الأيامِ تَفجَعُني

لكنّها فَعلَت ما لا أُطاوِعُهُ

سافرتَ عنّي ومِن عينيكَ مَطْلَعُها

شمسُ السُرورِ، فَماتَ النورُ مَطلَعُهُ

أينَ التلاقي؟ وأينَ العهدُ؟ ويحَ دمي

أضحى تُلاحِقُهُ الذكرى وتَقلَعُهُ

يا مَن ملكت فُؤادي دونَ موعِدِنا

هل تُرجِعُ القلبَ إنْ ناداكَ مُدمَعُهُ؟

كُنتَ الذي بِالهَوى أستَمسِكُ الثِّقةَ

واليومَ لستَ سوى ماضٍ أُودعُهُ

ما عادَ يُسعِفُني دَمعي ولا أَملي

ولا الأماني، وكلّ الحلمِ يَخدَعُهُ

كُلُّ التَفاؤلِ قد ضاعَت مَعالِمُهُ

والشوقُ نارٌ، وهل نارٌ تُضَيعُهُ؟

كَم غادَرَ الناسُ أحباباً فَلَحِقَهُم

ذاكَ السكوتُ، وفي أعماقهِ وَجَعُهُ

يا ساكِنَ القلبِ، إن الغَيبَ مَوعِدُنا

واللهُ أَعلَمُ ما تُخفي وتَصرَعُهُ

فإن يَجُرّ الزمانُ الحُزنَ يَجلِبُهُ

إلّا الرجاءَ، فما ذُلٌّ سيُخضِعُهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

258

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة