عدد الابيات : 21
أرَقَ المَساءُ وكفُّ البَينِ أوجَعُهُ
مَن كانَ بالأمسِ يُحييني تبَسُّمُهُ
كُنتُ استَعيذُ بِهَمساتِ الوِصالِ إذا
راحَ الذي كُنتُ أَرجوهُ ويَرجُو بي
يا نَجمَةً في دُجى روحي تُنيرُ لها
هَل كنتُ أَجهَلُ أَنَّ الدَهرَ يَسلبُني
يا قلبُ، صَبرا على ماضٍ يُؤَرِّقُنا
إنّي عَلِمتُ، ولكنّي أُكابِدُهُ
لا اللومُ يَنفَعُني، لا العَتبُ يُسعِفُني
فَلتَرحمي صَدرَ مَكلومٍ تُبعثِرُهُ
ما زِلتُ أُقصي جُرحي حينَ يُوجِعُني
ما كنتُ أرجو من الأيامِ تَفجَعُني
سافرتَ عنّي ومِن عينيكَ مَطْلَعُها
أينَ التلاقي؟ وأينَ العهدُ؟ ويحَ دمي
يا مَن ملكت فُؤادي دونَ موعِدِنا
كُنتَ الذي بِالهَوى أستَمسِكُ الثِّقةَ
ما عادَ يُسعِفُني دَمعي ولا أَملي
كُلُّ التَفاؤلِ قد ضاعَت مَعالِمُهُ
كَم غادَرَ الناسُ أحباباً فَلَحِقَهُم
يا ساكِنَ القلبِ، إن الغَيبَ مَوعِدُنا
فإن يَجُرّ الزمانُ الحُزنَ يَجلِبُهُ
258
قصيدة