هاتوا نسائم حورانٍ برفقتكم

ِگي املأَ الروحَ مما فات من مؤن

عينايَ فاضت بدمعٍ لستُ أفهمه

أكان من فرحٍ ام شدة الحزن

القلب يخفق ألفاً كل ثانيةٍ

ِويدفعُ الدّم في جسمي بلاوهن

هل لي من الشام خيطٌ في ثيابكما

يردلي بصرا ًماعاد يسعفني 

هل لي بثوبٍ يواسيني ويلبسُني

يومَ الرحيلِ اذا مالفني كفني 

ماهذه الرح فاحت من عبيركم

هل ريح اهلي من ريٍف ومن مدن

من أم وائل من فاتي وفاطمة 

هذا الهفيف يعافيني من الدرن

يا أم وائل قلبي لا يطيق جفاً

سلي فؤادك هل مازال يذكرني 

أم طيب امي الذي يعلو حقائبكم

فيه الدعاء يناديني بلامنن

كل القلوب على احبابها انقلبت

لكنّ قلبك يا أماه لم يخن

أحتاج حضنك يا أمي ألوذ به

لوذ القوارب للميناء بالشطن

عشرٌ عجافٌ وما كلّت عزائمنا

نواجه الدهر من ضيم ومن محن

فماهنئت بعيش يستطاب له

وفي فؤادي حنين كاد يقتلني

فكفكفي الدمع يا أماه واحتسبي

وادعي الى الله في سر وفي علن

ياصانع الهجر كم ترضيك فرقتنا

يكفي علينا بما نلقى من الزمن

ذرني أطير إلى دار أهيم بها

إني أراها وتلك الدار لم ترن

إنّ الشآم سقتنا حبها لبناً

فنعشق الشام مشدودين باللبن

والراحلون على شتى مظالمهم

قد غادروا بين مقهور وممتهن

واللاجئون بأرض الله قد هلكو

عافوا الديار من الأوجاع والفتن

من عاشر الظلم لاينسى شدائده

والقلب ينزف من جرح بلا بدن

نحن اللذين بأرض الله قد عبروا

ونعبدُ اللهَ من فرضٍ ومن سننِ

فكيف يحكم من في الإفك شرعته

لايعرف الفرق بين الدين والوثن

كلّ الضّغائنِ قد تُنسى مَوَاجِعُهَا 

إلا الضَّغينةَ في دين وفي وطن