الديوان » نوح علي ذعوان » رحيل الذكريات

عدد الابيات : 22

طباعة

ما بينَ روحي وذاكَ الطيفِ مَغتَرَبُ

كأنّ بينهما في البُعدِ مُنتَسَبُ 

يلقي على القلب أنفاسَ الحنينِ كما

تُلقي السماءُ على الآفاقِ ما تَهبُ 

لمّا تغيّبَ عن عينيّ مرآهُ،

تغيّرَ الكونُ، حتى الليلُ في حُجب 

مررتُ بالأرضِ تُنسي ظلَّ مَن سكنوا

فما نسيتُ، وفي الأحشاءِ له طَلَبُ 

يا مَن تقمَّصَتِ الذكرى ملامحَهُ

وصارَ يُبعثُ في كُلِّ المدى عَتَبُ 

هلاّ رأيتَ الذي من بعدِ بُعدِكمُ

أمسى يُحدِّثُهُ في الصمتِ ما كتُبُ؟ 

أبكيك؟ لا، بلْ بكَ الأشواقُ تسكنني

والوجدُ في كبدي نارٌ، لها لَهَبُ 

يمضي النهارُ، فلا شمسٌ أراكَ بها

كأنّني في ظلامِ الوقتِ مُحتَسِبُ 

والموجُ في البحرِ قد يهمسَ يُعاتبني

"أصابه ما بكَ، الأشواقُ والتّعبُ" 

أمشي على الأرضِ، لا أدري لها وَطَنًا

كأنّ في الأرضِ بعدَ البُعدِ مكتسبُ 

فهلْ تعودُ؟ وهلْ في الوصلِ نافذةٌ

منها نطلُّ على الماضي ونَحتَسِبُ؟ 

يا راحلًا وتركتَ القلبَ في كَبَدٍ

هل عادَ من فقدوا الأحبابَ واقتَربُوا؟ 

كم ليلةٍ كنتَ فيها النجمَ يُدهِشُني

والآنَ لا نجمَ، لا نُورٌ، ولا سُحُبُ 

أمشي، وأحملُ في عينيّ صورتَكم

وفي الضلوعِ لكم ذكرى، بها طربُ 

لكنني رغم هذا البُعدِ أعشقُكم

فالحبُّ عهدٌ، وما للعهدِ مَنقلبُ 

فإنْ رضيتَ، ففي لقياكَ مكرُمتي

وإنْ جَفوتَ، فعذرُ القلبِ مُضطربُ 

أهيمُ في كلِّ دربٍ قد سلكتَ به

كأنني خلفَ طيفِ الحُسنِ التَهبُ 

يا مَن له القلبُ مذبوحٌ بلا يَدِهِ

وفي فؤاديَ حبٌّ ما لهُ سببُ 

فإنْ غفرتَ لقلبي ما جنى فرَحًا

وإنْ عتبتَ، فعذرُ الشوقِ يُجتَنبُ 

وإنْ نسيتَ، فإني لا أُبدِّلُكم

بغيرِكم، لا وربي، ما لهُ شَبَهُ 

وإنْ رضيتَ، فخذْ قلبي بما حَمَلَتْ

أيامُ حُبِّك، إنْ ضاقتْ، وإنْ رَحُبُوا 

فما على العاشقِ المسكينِ من حَرَجٍ

إن كانَ في ساحةِ الأشواقِ يَنتَصِبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

260

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة