كأمواج تنجرف من الأحصنة
وتغسل ماءَ السماء بالغبار
تندفع نحوي من أعالي المروج الرمادية:
زوبعة لمارد السويداء.
تخترق بشظايا أخشابها الملتهبة الأسنة
المحروسة في أكفان الانكسار
قلبي الحزين كنهر دجلة؛
تطفئ من ضمائر روحي الوجلة
الضوء الشحيح لفانوس النهار،
تطمس من طحالب حقدي الخضراء
المترسبة في قيعان الأغوار
أيَّ أمل بنعاس الزوال والاندثار.
... هكذا سأرتقب الوعد
بخرائب صدئة لأصغر منظار
تحيطه هالة من الغموض
وتنسجه الأسطورة في قديم الآثار
كأنما خدوشه تروي سيرة
قرصان هزمته البحار...
على صخرة تطلُّ على الفجيعة والزبد
أرقب بعينين أوسنهما التعب والكمد
مقبرة من الجماجم تتلاطم كالموج
مكدسة كجبال الخردة
في فضاء الرحب المتعرج
وإزاء شروق شبح المغيب الأسود
أمضي لتابوت الوحشة الأبعد
محمولا ببنات نعش الكبرى
في خضم عاصفة
من المسامير اللامتناهية العدد
ومطبات أثيرية الأوعار
ومآقي بنات نعش الصغرى
تنساب دموعا ماسية على وجنة الأمد
نادبة ببريقها المشع اندياح الأعمار.
81
قصيدة