منذ غيبك ِ عن عيوني ديماس ُ ظلامي القاهر
وأعشتني عن نعمة ِ مرآك ِ شدة ُ الوهج ِ الساحر
يسطع من قناديل ِ وجهك ِ القمري بضوء ٍ باهر
والجشع ُ المجنون دودة ٌ تلتهمني بأضراس ٍ كالخناجر
وتدير بحثًا عن أشباح ِ طيفك ِ العاجي المحاجر
فيم هذا الضيم ُ للإنسان ِ… أصيخوا لعويل المقابر:
ما العمر ُ إلا ومضة ٌ مارقة ٌ من ضوء ٍ مسافر !
ما من لغة ٍ للأحاسيس بعالمنا المادي الداعر
ولذا تأسن في برك ِ الروح ِ المشاعر
تتعفن ُ العاطفة ُ وتفسد ُ الإنسانية ُ
نغدو لبعضنا البعض ِ حصان َ رهان ٍ خاسر
ألهذا كسرت ِ قلبي الجريح َ بهمجية ِ العصاة ِ والعساكر؟
أنشبت النار َ بأكواخه ِ
كما أحرق نيرون روما بالزمن الغابر
ويحي لقد عاهدتني عشقًا يخرُّ بوجهه ِ الجبابر
وكنت ُ على حبك ِ بكلِّ ما امتلكت ُ مقامر !
رحلت ِ من حياتي كالوزِّ الربيعي المهاجر
العمر من بعدك ِ شتاء ٌ للأخلاق ِ وخريف ٌ للمشاعر.
81
قصيدة