الديوان » أحمد جنيدو » الشوقُ في محرابي من ديوان تداعى أنا الإنسان

عدد الابيات : 33

طباعة

إلتقينا على  رَفيفِ    الـسَّــحابِ.

قُبلةً  يَرويها  لَهيـبُ   الرُّضابِ.

هَمـسـةً   يُرقِصُ   اللُغاتِ لَماها

نظرةً  تَجعلُ   الذَّهابَ    إيابي.

تنتشي   بالأرواحِ  شَـهوةَ   نَارٍ

بالتصاقِ الإحسـاسِ نَبتُ عَذابِ.

إلتقينا  في  الظِّلِّ  إرسـاءَ  ظلٍّ،

نَغمـسُ المُرتجى ذُهولَ اغترابِ.

تَسـكرُ  الدُّنيا  منْ  حُبورِ عِناقٍ،

والسَّكارى تساقطوا في الشَّرابِ.

ذَوِّبيني   بلَمسَـةٍ     يا   مَلاكي

نَشوَةً  تُنقذُ   ارتعاشَ   ارتيابي.

عَانِقيني   في  تَوهةٍ  منْ جُنونٍ،

إنَّ  فِقداني  في الجُنوحِ   مَآبي.

إنَّني   مَكلومُ   اشـتياقٍ   أُنَاجي

يَمتطي صَهوةَ  الصَّهيلِ غِيابي.

يَعتلي   بَارقاتِ   حُزنٍ  و يَغفو

فوقَ مِيعادِ الشَّـوقِ  والمحرابِ.

تُرجفُ  الأنَّاتُ  النَّديَّةُ   عشقاً،

وانتهائي الوَتينُ  في الأَعصابِ.

وضَجيجُ الرُّوحِ اســتمالَ غِناءً،

في ضياعِ الرُّؤى رَدَدتُ جَوابي.

أَعرجُ المَسعى في المَعاني حُروفاً

أَيقَظَتني   أمِّي   أَشُــقُّ      كتابي.

خَضَّ زيفُ الغُموضِ طينَ انتمائي

يَتَعَالى  كَي    يُســتَباحَ  خِطابي.

إلتقينا،  على    يَديكِ      شُـعاعٌ،

يَتَغَـنِّى     في مهجتي    والعِتابِ.

وتَطوح السَّـلوى هَسـيـسَ عُطورٍ،

تَقتفي   آثارٌ    قَذَى      الأَعقابِ.

وعُيونُ الصُّبحِ استحالتْ تَغاضَتْ،

في شُـجوني وأَضلُعي  وخضابي.

فلَمـسْــتُ الوَجهَ  البَريءَ ابتهالاً،

ذاكَ    وَحيٌ صَفا  خَفا   بالنّقابِ.

أَقرأُ  التَّلميحَ  اعترافَ    ذُنوبٍ،

إنَّ   ذَنبي   مُخالِفٌ    لحِســابي.

وغَرامي في سُورتي كانتصاري،

خَطئِي جَابَ  عِشـــقَها منْ ثوابِ.

وافترقنا في الحَرفِ ألفَ سُــؤالٍ،

لا يُعيدُ  الحُزنُ  العَميقُ  صَوابي.

فحَمَلتُ     انتفاضَها    أَرتَجيها،

هَولُ  أثقالي  قدْ  يُزيلُ  صعابي.

و خَيالي  يَجولُ  بي في  فَضاءٍ،

كجَناحٍ في الجوِّ يَرجو اغتصابي.

أيُّها   المَجنونُ   العَجوزُ   تَمَهَّلْ

فطَريقُ  الدُّخولِ  قدْ  تاهَ   بَابي.

إنَّـما    غَفلةٌ     تَمـرُّ    سَــريعاً،

نَزرَعُ  الحُلمَ  الغَضَّ  شَـتلَ يَبابِ.

وأنا   العَاشـقُ   الكَئيبُ   أداوي،

أَجمعُ  الوَعدَ  خامِداً  منْ سَـرابِ.

وأغنِّي   خمولَ   هجرٍ   جُحودٍ،

واحتياجاً  لا  لنْ  يلبِّي   خَرابي.

يا  لُهاثاً    أما    كَفاكَ     هَديراً

تَتَنَامى  الأَعماقُ   في  الأَهـدابِ.

وزَئيرُ   الأَنفاسِ    صَيَّادُ   نفسٍ

ورِواءُ  الإِحسـاسِ نَهـشُ   ذِئابِ.

ويَـدٌ   تُعـلنُ   الحَريقَ   ارتياحاً،

ويَداها   الأكوانُ  ضَمُّ  الجِـرابِ.

و أَلُـفُّ   الأَفلاكَ   لَـفَّ   حَميمٍ،

في صَميمي للحارِقاتِ  خِصابي.

أيُّها   الثَّائرُ   الغَريبُ    تَرَجَّلْ،

لمْ يَعدْ في الأَصلابِ نَبعُ انسكابِ.

عـدْ  إلى  الوَاقِـعِ  المَريرِ  وِجاءً،

إنَّ عَيــشَ  الفِـصامِ  رَدُّ  اكتِئابِ.

22/1/2022

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد جنيدو

أحمد جنيدو

32

قصيدة

شاعر سوري له اثنتا عشرة ديوان مطبوع بين شعر الخليلي العامودي وشعر التفعيلة

المزيد عن أحمد جنيدو

أضف شرح او معلومة