دام انقضى الترحال من دون
وداع.. وظل حسرة في العيون
يا بنت أنا عندي طلب
اتصارحيني بالسبب
ايش اللي حوّل لهفتك
ايش اللي قسّى رقّتك
اللي تكحّل نظرتك
كيف انطفى برق النظر
كيف اندثر حلم الصغر
كيف اندفن آخر شعاع
في مقابر الأعوام وضاع
كنّا نموت في بعضنا
كيف التفرّق ضمّنا
هيّا اصدقي ذا آخر طلب
انتي نسيتي.. ولّا أنا..
أو الزمن فينا غدر
طرتي.. فيا عطر الصدى
نادي في الآفاق البعيدة
والطير المهاجر.. قصيدة
تذكر ليالينا الملاح
وأيام ضحكنا والمزاح
ترسم على شقوق الشفايف
بسمة حزينة ضايعة
كطفل في ريح وضباب
تايه في ليلة نازعة
تدرين يا بنت السراب
يا غنوة الأمس اللي غاب
والله أنا كذّبت..
يوم إنّني بك قلت
إنّي نسيتك.. وانبرى الجرح
أداري جرحي بالكذب..
ومن الكذب جرح استشب
لو ما رميتيني ع بابك
قتيل.. من صنعة عذابك
لو ما فضحتيني وقهرتي
وأنا مأمّن لك غدرتي
لو ما نزعتي منّي القلب
لو ما تركتيني بلا قلب
ما صرت أخاف من المشاعر
والصدق.. والإحساس.. والحب
ما صرت أقول الغد غادر
وأنا أعيش الأمس حاضر
أبحرت في بحر الهوى
والدمع غرّق مركبي
والموج إلى شطّ النوى
رماني جثّة باردة
وتلاشت أرياح الوهم
من بين كفوفي والقدم
حزين.. والعبرة حزينة
أمست على جفني ركينة
تشكي عيونك والرموش
ظنون بالذكرى قرينة
صارت من الخافي مكينة
تنزف ورا حجاب الخدوش
بصبر وفي لطيف الأماكن
والوعد الأول.. والمساكن
أبيع عمري وأجمعه
والقصد أرجع يوم معاك
لو العمر سار وتلاك
ما هو على أوّل مطلعه
أمشي يتيم الخطوة دربك
وخانني قلبي وقلبك
يوم انقضى الترحال من دون
وداع.. وظل حسرة في العيون