الديوان » لبنان » حنا الأسعد » أخلاي خلوني بشأني وخلتي

عدد الابيات : 44

طباعة

أخلّايَ خلّوني بشأني وخلَّتي

لِيُطفى لظى قلبي بطوفان عبرتي

وأسكب من شأني الدفوق مدامعاً

تعَمُّ الورى لولا سعيري وزفرتي

وأندب في الأسحار ما هبَّتِ الصَبا

صِباءً توى يوم ارتحال الصبيَّةِ

فمن لي بورق الحيّ للنوح متقنٌ

ليسعفني دهراً بنوحي وحسرتي

فمن لي بهتّانٍ يدوم انسكابهُ

مزيدٍ إلى تسكاب أمطار دمعتي

فمن لي بنيران المجوس أجيجها

لتُضرمَ في قلبي وتزدادَ حرقتي

ومن لي بلبنانَ الحزينِ وآلهِ

لنُشركَ في البلوى وبُؤس المصيبةِ

عليكَ أيا قلبي شُجوناً وكن لها

أليفاً ولا تعتاض عنها بفرحةِ

ودونك يا شأني دموعاً سخينةً

وزدها دماً ما دام فقد الحبيبةِ

فباللَهِ يا ذا الدوح هل فيك أهيفٌ

وهل فيك ميّاسٌ بصدر النضيرةِ

وباللَهِ يا ذا الروض هل فيك ضاحكٌ

وهل تسفر الأغصان عن ثغر زهرةٍ

ويا زهر ذيّاك الخزام فهل ترى

عبيراًوهل للعرف عُرفٌ بطيبةِ

فحاشا فما للروض نشرٌ ولا زهىً

فأنّى وقد أمسى كأرضٍ جدوبة

أيا سحراً هل تلتقي الدهر نسمةً

تطيب بها الأنفاس من حيث هبّتِ

وهل تسمع الآذان فيكَ طروبةً

يُهَيِّجُها بلجُ الصباحِ لنَغمةِ

وهل تُطربُ الأغصانُ والصبحُ ساجعاً

فكيف وقد أضحى صريعَ البليَّةِ

نعم تهدرُ الورقاءُ لكن هديرها

حنينٌ وما ذيّاكَ نوع المسرَّةِ

تُهَيِّجُها للنوح نارٌ تسعّرت

بأكبادها مثلي بجَور المنيَّةِ

نبيتُ كلانا والحنينُ هديدنا

ونجري دموعاً من شؤونٍ سخينةِ

تعلّمني لحناً مشوقاً من النوى

وحال النوى بيني وما بين منيتي

عيوني عيونٌ بالدموم تفجَّرت

وبتُّ أرى سيّان صبحي وظلمتي

أيا ظالمي عذراً ولا تكُ ظالماً

فأنّى ولا أبكي لفقدي شقيقتي

فأنّى ولا أبكي وبدري بغربهِ

توارى والقاني بديجور دجيتي

فأنّى ولا أبكي وشمسي لقد نأت

وأنظر هذي الشمس بالأفق ذرَّتِ

فأنّى ولا أبكي وقلبي مسافرٌ

ولم يكُ لي سلوى بفوزٍ بنظرةِ

لئن قيل بدرٌ قلتُ هذي تزيدهُ

كمالاً وما في الأمر سؤلي بريبةِ

وإن قيل شمسٌ قلتُ شمسي حريةٌ

بوصفٍ ومنها النور تلك استمدَّتِ

وإن ذُكِر الإطهار تسمو طهارةً

وهل تعرف التدنيس شمسٌ تجلَّتِ

وإن فاخروا بالحسن بدرٌ مجمَّلٌ

محاسنها فاقت جمال البريّة

فما للصبا ألطاف هائفة الصِبا

وما للنقا أفنان أنسٍ بلينةِ

ولو أن حور العين شامت عيونها

لباتت ومنها الطرف مغضوض خجلة

فتلك التي لم ترتضِ الخزَّ موطئاً

وتثوي بأبراجٍ كاخدار جنَّةِ

وذا الآن قد أمست موسَّدة الثرى

وفي جوف هذا الرمس يا قوم أمستِ

فهل تلك آيات المنون لقد جرت

عليها على عمدٍ بغض الشبيبةِ

فويحك يا هذا البوار ألم تدَع

فؤاداً خليّاً من همومٍ ولهفةِ

فكيف ولا أجري المدامعَ عندما

وأزهدُ في الدنيا وألزم وحدتي

أكاتبتي هلّا تعودين للحمى

بيومٍ وتطفي نار قلب العشيرةِ

أكاتبتي هل تكتبينَ رسالةً

إلينا بتبشيرٍ بتقريبِ أوبةِ

أكاتبتي إن كنتِ تبغين في النوى

مداداً فقد ذَوَّبت إنسانَ مقلتي

فجودي بما قد قيل فالحظُّ نائبٌ

لدى حالة الغيبات عن صدق رؤيةِ

وإن كنت يا سؤلي علّي ضنينةً

وتبغين في ذا البخل تسكين لوعتي

فواللَه إني طالما عشتُ لم أجد

سُلُوّاً وهل أسلو بعمري خدينتي

وإنّي على طول الزمان لنائحٌ

وأسكب دمعاً من جفونٍ قريحةِ

كما قد أتى تاريخ يومٍ كلامها

أيا آل أبكوني على طول غيبتي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حنا الأسعد

avatar

حنا الأسعد

لبنان

poet-Hanna_Al-Asaad@

478

قصيدة

39

الاقتباسات

13

متابعين

الاسم الكامل: حنّا بن أسعد بن جريس أبي صعب الاسم المعروف به: حنّا بك الأسعد تاريخ الميلاد: 1235هـ / 1820م تاريخ الوفاة: 1315هـ / 1898م الجنسية: لبناني الانتماء الديني: من مشايخ الموارنة المنطقة: نواحي البترون، لبنان التعليم: درس ...

المزيد عن حنا الأسعد

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة