الديوان » عمار شاهر قرنفل - الرحال » نارُ الحُزنِ ونداءُ الرُّوح على ثائر

عدد الابيات : 24

طباعة

وَقَفْتُ أُنَاجِي الحُرْفَ فِي جُرْحِ النَّوَى

وَالدَّمْعُ مِنْ عَيْنِ الفُؤَادِ بِنَكْبَتِي

فَقَدْتُ عَظِيمًا لا يُعَوَّضُ مِثْلُهُ

وَغَدَوْتُ فِي أَحْزَانِ عُمْرِي نُسْخَتِي

أَيَا مَوْتُ مَا أَقْسَى عَلَيْكَ لِقَاءَنَا

فَقَدْتُ حَبِيبًا كَانَ فِي الْعُمْرِ بَهْجَتِي

غَدَا اللَّيْلُ يَسْرِي فِي ضُلُوعِي ظُلْمَةً

وَفَارَقَتْنِي شَمْسُ السُّرُورِ بِرُفْقَتِي

أَحِنُّ إِلَى صَوْتٍ نَدًى كَأَنْفَاسِهِ

وَأَنْظُرُ صَوْبَ الْقَبْرِ أَبْكِي وَحْدَتِي

رَحَلْتَ وَفِي الْقَلْبِ لَوْعَاتُ شَوْقٍ

تَزِيدُ عَلَى مَرِّ اللَّيَالِي حُرْقَتِي

فَمَتَى يَا إِلَهِي يَجْمَعُ الدَّهْرُ بَيْنَنَا

وَيَذْهَبُ عَنْ قَلْبِي عَظِيمُ مُصِيبَتِي

أَتَوْقَفُ دَمْعَاتِي عَلَى حَافَةِ الرُّؤَى

وَتَسْكُنُ فِي عَيْنِي طُيُوفُ نَدَامَتِي؟

وَكَيْفَ أُرِيدُ النُّورَ فِي دَرْبِ عَيْشِي

وَفِي كُلِّ زَاوِيَةٍ تَكُونُ ظُلْمَ كَآبَتِي؟

رَأَيْتُ جُمُوعَ النَّاسِ لِصَخَبِ الْمَدَى

وَلَكِنْ أَنَا وَاللَّهِ مَا فِيهِمْ بَقِيتي

تَرَكْتَ يَدِي فِي الْهَمِّ يَغْرَقُ بَحْرُهَا

وَأَوْصَلْتَ نَفْسِي فِي الْفِرَاقِ لِغَايَتِي

أَبِيتُ عَلَى ذِكْرَاكَ وَالدَّمْعُ مُنْهَمِرٌ

كَمِيزَابِ دَارٍ فِي السَّحَابِ بِأُرْوِقَتِي

وَصَوْتُكَ لَمَّا كُنْتَ تَحْكِي بِبِسْمَةٍ

يُجَدِّدُ فِي نَبْضِ الحَنَانِ مَحَبَّتِي

فَيَا مَنْ خَطَفْتَ الْعُمْرَ مِنِّي رَاحِلًا

أَمَا تَرْجِعُ الْأَيَّامُ تُحْيِي نَشْوَتِي؟

سَأَذْكُرُكَ الْأَيَّامَ دَوْمًا بِنُبْلِكُمْ

فَذِكْرَاكَ فِي الأرْوَاحِ تَحْيَا فِطْرَتِي

وَسَأَكْتُبُ فِي اللَّيْلِ الَّذِي كَانَ سَاكِنًا

أَنِينَ انْكِسَارِي فِي سُطُورِ كِرَامَتِي

لِكَيْ يَتَذَكَّرَ كُلُّ مَنْ جَاءَ بَعْدَنَا

بِأَنَّ الْوَفَا فِي الْحُبِّ أَسْمَى قِصَّتِي

وَأَنْتَ وَإِنْ غِبْتَ فِي الرَّوْضِ نَائِمًا

فَأَنْتَ رَبِيعِي، أَنْتَ نَبْضُ حُرْمَتِي

وَلَوْ خَيَّرُونِي بَيْنَ عُمْرٍ بِدُونِكُمْ

لَأَخْتَارُ فِيكَ الْمَوْتَ يَحْمِلُ رَحْمَتِي

فَإِنْ كَانَ قَدْرُ اللهِ سَرْدَ فِرَاقِنَا

فَفِي الْقَدَرِ الْمَكْتُوبِ تَسْكُنُ عِزَّتِي

وَسَأَبْقَى عَلَى عَهْدِ الْحَنَانِ مُوَفِّيًا

فَإِنَّ الْوَفَا شِرْعَتُهُ فِي هِمَّتِي

أُرَتِّلُ دَعْوَاتِي وَأَبْكِي رَحِيلَكُمْ

فَعَسَى الْمَسِيرَ لِرَبِّنَا فِي جَنَّتِي

وَهَذِهِ قَصِيدَتِي دُمُوعٌ نَاطِقَاتْ

بِحُرُوفِ صِدْقٍ صِيغَتِ الْأَبْيَاتُ

وَإِنْ مَضَى الْأَحْبَابُ، فِي الْقَلْبِ مَنْزِلٌ

لَا يَغْرُبُ التَّذْكَارُ، لَا يَفْنَى السُّكُوتِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

81

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة