عدد الابيات : 20
أَجَازَ الزَّمَانُ عَلَى الْفُؤَادِ مَآسِيًا
فَسَارَتْ رِيَاحُ الْحُزْنِ تَطْرُقُ مَوَاكِبُ
أَأَكْتُمُ دَمْعَاتِي؟ وَفِي كُلِّ نَبْضَةٍ
يَنُوحُ لِفِقْدَانِ الْأَحِبَّةِ مَغْارِبُ
رَأَيْتُ الْمَنَايَا لَيْسَ مِنْهَا مَهْرَبُ
وَكُلُّ الَّذِي نَحْيَا إِلَيْهِ يُذْهَبُ
فَإِنِّي سَأَمْضِي لِطَرِيقِي مُسَلِّمًا
بِأَمْرِ الْإِلَهِ، وَالْقَدَرُ لَا يَتَقَرَّبُ
وَلَيْسَ لَنَا إِلَّا التَّزَوُّدُ بِالتُّقَى
إِذَا جَاءَ يَوْمٌ لَا يُقَالُ تَأَخَّبُوا
فَيَا رَبِّ جَنِّبْنَا الْخَطَايَا وَاغْفِرِ
وَكُنْ لَنَا سِتْرًا إِذَا اللَّيْلُ غَيْهَبُ
وَإِنْ مُتُّ فَاذْكُرُونِي بِدَعْوَى صَادِقَةٍ
فَذَاكَ الَّذِي يَبْقَى وَإِنْ غَابَ الْمَوْكِبُ
وَسِيرُوا عَلَى نَهْجِ الْكِرَامِ تَوَاضُعًا
فَمَنْ يَحْمِلُ الإِحْسَانَ لَا يَتَغَيَّبُ
وَلَا تَجْمَعُوا الزَّهْرَ الْبَهِيَّ بِنَافِسٍ
فَفِي كَفِّ مَنْ يَغْتَالُهُ يَتَعَثْرُ
تَرَكْتُ الْوَدَاعَ لِلْمَنَايَا فِي أَسًى
وَنَفْسِي إِلَى ظِلِّ الْمَسَاجِدِ تَطْلُبُ
فَلَا تَبْكِ إِنْ صِرْتُ تُرْبًا مُوَارًى
فَفِي الْقَبْرِ أَنْسٌ لِلصَّفِيِّ وَمَغْرِبُ
وَصَلُّوا عَلَيَّ إِذْ أَتَانِي رَاحِلٌ
يُهَوِّنُ فِي كَفِّ الْمَنُونِ الْمَكْتَبُ
أَيَا رَبَّنَا يَا مَنْ تَفَضَّلْتَ نِعْمَةً
عَلَيْنَا، وَمَنْ يُنْجَى بِغَيْرِكَ يُخْلَبُ؟
تَقَبَّلْ عَبِيدَ الْحُبِّ فِي جَنْبَاتِكُمْ
فَفِيكَ الرَّجَاءُ، وَفِيكَ الْعَهْدُ يُكْتَبُ
يَسِيرُ الْوَرَى بِالأَرْضِ يَسْعَى لِجَمْعِهَا
وَلَكِنَّهُمْ بَعْدَ الْمَمَاتِ سَيَذْهَبُوا
فَلَا تَغْتَرِرْ يَا صَاحِبِي بِحُلُومِهِمْ
فَكَمْ فِي الْمَقَابِرِ مَنْ تَمَنَّى وَأَجْدَبُوا
تُرَابٌ سَنَصْبُو فِيهِ جِسْمًا فَانِيًا
وَتَبْقَى الْقُلُوبُ بِذِكْرِنَا تَتَعَطَّبُ
إِذَا جِئْتُمُ قَبْرِي فَلَا تَسْتَكْثِرُوا
دُعَاءً، فَهَذَا الزَّادُ لَا يَتَجَنَّبُ
فَتِلْكَ حُرُوفِي فِي الْوَدَاعِ تَخَثَّرَتْ
وَغَنَّى بِهَا الْمِصْبَاحُ يَبْكِي مَذْاهَبُ
سَأَرْقُدُ فِي ظِلِّ الرَّجَاءِ مُبَشَّرًا
بِعَفْوِ إِلَهٍ، فَهْوَ مَوْلَايَ الأَرَبُ
77
قصيدة