عدد الابيات : 104
طباعةالْفَصْلُ الْأَوَّلُ –
لِقَاءٌ مَعَ الْبَصَّارَةِ شِتَاءَ 1993
يَا قَارِئَةَ الْفِنْجَانِ، صُبِّي قَهْوَتِي
فَالْحُبُّ فِي صَدْرِي كَسَيْفٍ مُغْمَدِ
إِنِّي أَتَيْتُكِ وَاللَّيَالِي شَاهِدِي
أَنِّي هَوَيْتُ… وَلَمْ أَزَلْ لَمْ أُولَدِ
قُولِي… أَتَرْقُصُ فِي الرَّمَادِ حَبِيبَتِي؟
أَمْ أَنَّهَا وَهْمٌ بِوَجْهٍ مُوَسَّدِ؟
هَلْ عَادَ طَيْفُ الْعَاشِقِينَ لِقَلْبِهَا؟
أَمْ ظَلَّ جُرْحٌ فِي الضُّلُوعِ مُوقَدِ؟
يَا قَارِئَةَ التُّبَّابِ… ابْصُرِي فِي وَجْنَتِي
كَمْ طَعْنَةٍ كَانَتْ… وَكَمْ لَمْ تُرْصَدِ
قَالَتْ: "سَتُؤْذَى، إِنْ أَصَرَّتْ عَيْنُكَ الْـ
ـمَكْسُورَةُ الْأُولَى عَلَى أَنْ تَشْهَدِ"
فَبَكَيْتُ مِثْلَ الطِّفْلِ فِي حَجْرِ النَّدَى
وَأَنَا الَّذِي أُخْفِيتُ نَارًا فِي يَدِي
قَالَتْ: "سَتَبْكِيهَا كَثِيرًا، فَاصْطَبِرْ
فَالْجُرْحُ وَعْدٌ… وَالْحَيَاةُ لِمَقْعَدِ"
دَخَلَتْ بِفِنْجَانِي وَدَمْعِيَ سَاكِبٌ
وَالنُّورُ فِي حَجْرِ الشُّمُوعِ مُوَقَّدِ
سَأَلَتْ: "هَلْ أَحْبَبْتَ؟" فَقُلْتُ: نَعَمْ
حُبًّا لِسَارَةَ وَحِيدًا لِلْخُلُودِ مُؤَبَّدِ
لَا يَتَكَرَّرُ فِي الزَّمَانِ وَلَا يُرَى
مِثْلُ السَّنَاءِ وَلَا كَذَاكَ يُجَدَّدِ
قَالَتْ: "أَرَاكَ بِقَلْبِ مَنْ لَمْ تَلْقَهُ
تَحْنُو عَلَيْهِ وَأَنْتَ لَمْ تَكُ وَالِدِ"
هَلْ فِي الرَّمَادِ سِوَى أَسًى مُتَجَدِّدٍ؟
أَمْ فِي الضُّلُوعِ سِوَى لَظًى مُتَشَدِّدِ؟
قُلْ لِي – وَقَدْ أَضْنَى السُّهُودُ جُفُونَنَا –
هَلْ كُنْتَ فِي مَلْعَبِ الْهَوَى أَوْ رَاقِدِ؟
فَأَجَبْتُهَا وَالدَّمْعُ يَحْكِي حِكَايَتِي
وَالنَّارُ فِي أَحْشَائِيَ حِمَمٌ تَتَجَسَّدِ:
"إِنِّي أُحِبُّ كَمَا تُحِبُّ مَلَائِكَةٌ
لَكِنَّنِي فِي غَيْمَةٍ لَمْ أُصَفَّدِ
حُبًّا إِذَا مَا جَاءَ لَمْ يَتَكَرَّرِ
وَإِذَا مَضَى ثَانِيَ الْيَوْمِ لَمْ يَعُدِ
قَالَتْ: "سَتَبْكِي كُلَّ مَا مَرَّتْ بِهِ
رِيحُ الشِّتَاءِ عَلَى الرُّؤَى السَّاجِدِ
وَإِذَا رَأَيْتَ بِعَيْنِهَا بَرْقَ الْهَوَى
فَاعْلَمْ بِأَنَّ الْقَلْبَ قَدْ تَجَلَّدِ
وَإِذَا بَكَيْتَ فَلَيْسَ دَمْعُكَ نَافِعًا
فَالْحُبُّ فِي دَفَاتِرِ الْأَقْدَارِ مُخْلَدِ
زَالَ الْبُكَاءُ عَلَى فِرَاشِ الْوَجْدِ
وَإِذَا مَضَى الْحُبُّ فَلَا تَحْزَنْ لَهُ
فَالنَّارُ فِي الرَّمَادِ لَنْ تَبْرُدِ"
الْفَصْلُ الثَّانِي – نُبُوءَةُ الْعُيُونِ الْمُرْتَجِفَةِ
جَلَسَتْ… كَأَنَّ الْحُزْنَ سَطَّرَ وَجْهَهَا
وَالصَّمْتُ فِي عَيْنَيْ ظِلٍّ مُرْعَدِ
وَبَدَتْ كَأَنَّ الْوَقْتَ هَارِبُ نَظْرَةٍ
مِنْ طَيْفِ مَاضٍ فِي الْفُؤَادِ مُبَدَّدِ
قَالَتْ: "دَعِ الْفِنْجَانَ… لَا تُكْمِلْ مَعِي
مَا عَادَ فِيهِ إِلَّا الْأَسَى الْمُتَجَدِّدِ
هَذَا الْفَتَى فِي شَايِهِ مَكْسُورَةٌ
كُلُّ الْبِدَايَاتِ الَّتِي لَمْ تُولَدِ
قَدْ كَانَ حُبُّكَ مُنْذُ حِقْبَةِ لَهْفَةٍ
مَكْتُوبَ دَمْعًا فِي الْحُرُوفِ السُّودَدِ
مُسْجًى عَلَى جَفْنِ السِّنِينَ، كَأَنَّهُ
قَبْرٌ بِهِ عُمْرُ الْمُحِبِّ مُقَيَّدِ
سَتَرَاكَ فِي كَفِّ الزَّمَانِ مُبَلَّلًا
لَا شَيْءَ يَمْنَحُكَ النَّجَاةَ مِنَ الْغَدِ
فَاصْبِرْ… فَإِنَّكَ إِنْ تَمَادَيْتَ الْهَوَى
سَتَبِيتُ مَصْلُوبَ الْعُيُونِ الْمُجْهَدِ"
سَكَتَتْ وَتَنَهَّدَتْ…
ثم قالت …
الْفَصْلُ الثَّالِثُ –
شَهِيدُ الْمَحْبُوبِ
قَالَتْ: "وَقَفْتَ، كَمَا الشَّهِيدِ، بِسَاحَةٍ
فِيهَا النَّوَى سَيْفٌ، وَسُقْمٌ مُرْصَدِ
مَا الْحُبُّ يَا هَذَا؟ سِوَى نَارِ اللَّظَى
مَنْ شَاءَهَا… فَبِصَدْرِهِ لَمْ يُنْشَدِ
قَدْ مُتَّ فِي دَرْبِ الْعُيُونِ، كَأَنَّمَا
سَقَطَ الزَّمَانُ عَلَى الْفُؤَادِ الْمُجْهَدِ
وَبَكَيْتَ حَتَّى جَفَّ طَيْفُكَ فِي الدُّجَى
وَغَدَوْتَ ظِلَّ عَشِيقَةٍ لَمْ تُغْمَدِ
يَا وَلَدِي… مَا مَاتَ مُحِبٌّ مِثْلَ مَنْ
قَضَّى هَوَاهُ وَلَمْ يُقَبَّلْ مَرْقَدِ
هُوَ عَاشِقٌ… مَا مَسَّهُ إِلَّا الْأَسَى
لَكِنَّهُ فِي الْحُبِّ صَارَ مُخَلَّدِ"
صَمَّتتْ …
وَقَالَتْ:
الْفَصْلُ الرَّابِعُ –
الْبَحْثُ فِي الرِّيحِ وَالْبَحْرِ
سَتُفَتِّشُ الْأَيَّامَ عَنْهَا مُرْغَمًا
تَجْرِي كَمَنْ حَمَلَ الْجُنُونَ الْمُقْعَدِ
وَتُقَايِضُ الْأَنْفَاسَ فِي كُلِّ الدُّنَا
بِسُؤَالِ مَوْجٍ… أَوْ غِنَاءٍ مُنْشَدِ
تَسْأَلْ شَطَآنَ اللَّيْلِ: هَلْ مَرَّتْ هُنَا؟
هَلْ خَاضَتِ التِّيْهَ الطَّوِيلَ الْأَسْوَدِ؟
وَتَرَى "فَيْرُوزَ" الْبَوْحِ تَبْكِي صَمْتَهَا
وَالْمَوْجُ يُقْسِمُ: مَا أَتَتْكَ وَلَمْ تَدِ
وَتَظَلُّ تَمْشِي… فِي الْحَنِينِ حِكَايَةً
تَحْتَ السُّهَادِ وَفِي الْمُدَى الْمُتَبَدِّدِ
فَإِذَا رَجَعْتَ، تَعُودُ مَحْمُولًا عَلَى
رِيحِ الْأَسَى… أَشْلَاءَ شَوْقٍ مُبْعَدِ
الْفَصْلُ الْخَامِسُ –
الْوَهْمُ الْأُنْثَوِيُّ
وَسَتَمْضَغُ الْأُنْثَى… سُؤَالَكَ كُلَّمَا
لَامَسْتَ وَجْنَتَهَا، وَحَلَّ التَّرَدُّدِ
وَتُعِيدُ رَسْمَ الْحُلْمِ فَوْقَ مَلَامِحٍ
لَا تُشْبِهُ الْمَعْنَى، وَلَا الْمُتَفَرِّدِ
سَتَقُولُ: "هَذِهِ تُشْبِهُ الْعَيْنَ الَّتِي
نَامَتْ عَلَى كَتِفِ الْغِيَابِ الْمُهْتَدِي"
لَكِنَّكَ الْمَنْفِيُّ بَيْنَ وُجُوهِهِمْ
لَا شَيْءَ يُشْبِهُهَا… وَلَا وَجْهَ النَّدَى
لَيْسَتْ هُنَا، لَا فِي النِّسَاءِ جَمِيعِهِنَّ
تُخْفَى الْحَقِيقَةُ فِي الظِّلَالِ الْمَوْؤُودِ
هِيَ فِكْرَةٌ… طَيْفٌ تَفَرَّدَ بِالْهَوَى
وَسَكَنْتَ أَنْتَ سَرَابَهَا الْمُتَجَدِّدِ
سَكَتَتْ بِحِرْقَةٍ…
ثُمَّ قالت …
الْفَصْلُ السَّادِسُ –
وَصَايَا الْعَرَّافَةِ
قَالَتْ: "إِذَا مَرَّتْ، فَكُنْ مُتَمَاسِكًا
لَا تَنْحَنِ الدَّمْعَ الْكَثِيرَ لِمُهْتَدِ
وَإِذَا نَظَرْتَ لِعَيْنَيْهَا، فَاصْطَبِرْ
كَمْ قَدْ غَرِقْنَا فِي الْجَمَالِ الْمُؤَبَّدِ
إِيَّاكَ أَنْ تُفْشِيَ الْحَنِينَ أَمَامَهَا
فَالْحُبُّ مَوْتٌ… إِنْ بَدَا لَمْ يُولَدِ
وَإِذَا ابْتَسَمَتْ، فَاهْدَأْ كَأَنَّكَ نَائِمٌ
بَيْنَ السَّكَاكِينِ الَّتِي لَمْ تُغْمَدِ
وَاحْذَرْ حَدِيثَ الْقَلْبِ، لَا تُبْدِ اشْتِيَاقًا
فَالضَّعْفُ بَابٌ لِلْوَدَاعِ الْمُرْصَدِ
إِنْ عُدْتَ مِنْهَا خَالِيًا، فَادْفِنْ هَوَاكْ
لَا تَنْبِشِ الذِّكْرَى… وَلَا تَتَنَهَّدِ"
وَتَنَهَّدَتْ طويلاً
ثُمَّ قالت بصمتٍ …
الْفَصْلُ السَّابِعُ –
الْقُبْلَةُ الْمُسْتَحِيلَةُ
قَالَتْ: "سَتُقْبِلُ نَحْوَهَا مَشْدُوهَةً
كَالطَّيْفِ، لَا تَدْرِي خَطَاكَ بِمَقْصَدِ
وَتَظُنُّ أَنَّ حَدِيثَهَا مِفْتَاحُهُ
فِي لَفْتَةٍ… أَوْ نَظْرَةٍ لَمْ تُقْصَدِ
وَإِذَا اقْتَرَبْتَ، فَلَنْ تَنَالَ شِفَاهَهَا
فَالْقُبْلَةُ الْأُولَى سَتَبْقَى أَبْعَدِ
سَتَظَلُّ تَسْأَلُ: هَلْ تَذُوبُ بِشَفَتَي؟
وَيَظَلُّ صَمْتُكَ فِي الْحَرِيقِ الْمُولَدِ
مَا بَيْنَكُم… بَحْرٌ مِنَ الْأَقْدَارِ لَا
يَدْنُو الْمَلَاكُ بِهِ… وَلَا الْمُتَشَدِّدِ
وَسَتَبْقَى الْعَيْنَانِ بَابًا مُغْلَقًا
فِي وَجْهِ شَوْقِكَ… وَالْحَنِينِ الْمُقْعَدِ"
صَمَتَتْ بِحُزْنٍ وألمٍ
ثُمَّ تحدثت قائلة …
الْفَصْلُ الثَّامِنُ –
أُسْطُورَةُ الْحَنِينِ الْأَبَدِيِّ
قَالَتْ: "سَتَبْقَى فِي الْحَنِينِ مُعَلَّقًا
لَا الْأَرْضُ تَأْوِيكَ، وَلَا الْمُتَجَرِّدِ
وَسَتَنْتَهِي كُلُّ الْحِكَايَاتِ الَّتِي
رَوَّيْتَهَا… وَالْجُرْحُ لَيْسَ بِمُرْعَدِ
مَا الْحُبُّ؟ إِلَّا فِكْرَةٌ مَغْرُوسَةٌ
فِي الْقَلْبِ، مِثْلَ سُمِّ وَرْدٍ مُرْصَدِ
تَنْسَى وَتَنْسَى، ثُمَّ تَبْكِي فَجْأَةً
كَأَنَّهَا مَا غَابَتِ… عَنْ مَرْقَدِ
سَتَعِيشُ فِي ذِكْرَى وَتُقْتَلُ كُلَّمَا
مَرَّتْ عَلَيْكَ نَسَائِمٌ لَمْ تُنْشَدِ
هِيَ لَمْ تَكُنْ حُلْمًا، وَلَكِنَّ الْأَسَى
جَعَلَ الْحَنِينَ لِظِلِّهَا كَالْمُرْعَدِ"
ثُمَّ…
قالت…
الْفَصْلُ التَّاسِعُ –
نِهَايَةُ النُّبُوءَةِ
قَالَتْ: "هَنَا تَنْهِي السَّمَاءُ رَسَائِلًا
لَمْ تُكْتَبِ الْأَيَّامُ فِيهَا لِمُهْتَدِ
مَا عُدْتُ أُبْصِرُ فِي فُؤَادَكَ غَيْرَ مَا
أَبْصَرْتُهُ مِنَ الْبِدْءِ… يَا مُتَوَعِّدِ
لَا تَسْأَلِنِّي عَنْ غَدٍ، فَالْجُرْحُ مَا
زَالَ الشَّيْخُ… عَلَى هَوَاهُ تُعَبَّدِ
كُلُّ الْحِكَايَةِ: أَنَّ قَلْبَكَ لَمْ يَزَلْ
يُصْغِي لِأُحْجِيَةِ الْعَذَابِ الْمُرْصَدِ
هَذِهِ النُّبُوءَةُ يَا فَتَى… لَا تَنْتَهِي
إِلَّا إِذَا مِتَّ حُبًّا مُهَيْبًا عَنْ يَدِ
فَاخْتَرْ خِتَامَكَ مِثْلَ بَدْئِكَ صَامِتًا
وَاخْرُجْ… كَمَا دَخَلَ النِّدَاءُ الْمُولَدِ"
الْفَصْلُ الْعَاشِرُ –
مِرْآةُ الْفِنْجَانِ
يَا مَنْ قَرَأْتَ الْفِنْجَانَ فِي آنِنَا
هَلْ كُنْتَ تَدْرِي أَنِّي لَمْ أُولَدِ؟
مَا كَانَ ذَاكَ الْفِنْجَانُ إِلَّا مِرْآتِي
تَرَانِي أَسِيرًا… فِي هَوَاهَا الْمُقْعَدِ
كُلُّ النُّقُوشِ عَلَى الْجِدَارِ تَهَاوَتْ
إِلَّا الْحَنِينُ… فَفِي الضُّلُوعِ مُخَلَّدِ
مَا الْحُبُّ؟ إِلَّا أَنْ تَرَى وَجْهَ الْأَسَى
يَمْشِي إِلَيْكَ… وَتَبْتَسِمْ كَيْ تُفْقَدِ
هَذِهِ النِّهَايَةُ؟ لَا، بَلِ الْبِدَايَةُ فِي
مِرْآةِ فِنْجَانِي… وَوَجْهُ الْمَعْبَدِ
مَا زِلْتُ أَقْرَأُنِي… وَأَبْكِي فِي دَمِي
فَأَنَا الْحِكَايَةُ… وَالشَّتَاتُ… الْمُنْشَدِ
الْخَاتِمَةُ –
فِنْجَانٌ عَلَى شُرْفَةِ الْغِيَابِ
يَا فِنْجَانِيَ الْمَسْكُوبَ، قُلْ لِي هَلْ تَرَى
مَا قَدْ جَرَى؟ أَمْ أَنَّ نَارَكَ لَنْ تُخْمَدِ؟
هَلْ فِي بَقَايَا الْبُنِّ ظِلُّ حَبِيبَةٍ
كَانَتْ هُنَا… وَالْآنَ لَا تَتَجَسَّدِ؟
هَلْ مَا تَزَالُ عَلَى الْجِدَارِ بَصَمَاتُهَا
أَمْ أَنَّهَا وَهْمٌ… تَخَافُ مِنِّي وَلَا تَبْعُدِ؟
كَمْ قَارِئَةٍ قَالَتْ: "سَتُنْسَى، فَانْتَظِرْ"
لَكِنَّهَا كَذَبَتْ، فَحُبُّكِ مُوَحِّدِ
كُلُّ الطُّقُوسِ الْغَائِبَةِ فِي وَعْدِهَا
قَدْ عَادَتِ الْآنَ، الْحَنِينُ مُجَلَّدِ
عُودِي، وَلَوْ طَيْفًا، لِكَيْ أُغْرِيكِ بِي
أَنَا الْمُحِبُّ، وَإِنْ غَدَوْتُ الْمُصْلَدِ
عُودِي، وَلَوْ كَأْسًا عَلَى شُرَفَاتِنَا
فَالْمَوْتُ دُونَكِ… وَالْحَنِينُ مُهَدَّدِ
عُودِي، فَإِنِّي لَمْ أَزَلْ فِي صَمْتِيَ
أَكْتُبُ هَوَاكِ… وَكُلُّ حَرْفٍ يُنْشَدِ
عُودِي، فَذَاكِرَتِيَ ارْتِجَافُ مَوَاسِمٍ
وَالْعُمْرُ دُونَكِ… لَا يُعَدُّ وَيُرْصَدِ
عُودِي، فَكُلُّ قَصَائِدِي لَمْ تَكْتَمِلْ
إِلَّا إِذَا بَكَتِ الْحُرُوفُ… فَاشْهَدِي
81
قصيدة