الديوان » حسن القاعد » المنايا

عدد الابيات : 15

طباعة

أبَتْ سَكَراتُ الموتِ إلّا تَصَعُّدَا

قَطَعنَ حديثًا لن يَعودَ مع الصدى

أتَيْنَ بأقْداحٍ كَمَا المُرِّ عَلقَمَا

وموتُ الفتى أَضحى قَضاءً مُؤَكَّدَا

أرَاهُنَّ لا يَعشَقْنَ مَن طَالَ عُمرُهُ

ولكِنَّ أمرَ اللهِ فيهِنَّ قد بَدَا

قَضَيْنَ على المُشتاقِ والصَّبِّ خِلسَةً

وكلٌّ يَعودُ الدّارَ جِسمًا مُمدَّدَا

فمَن يَصنعِ الخيراتِ قبلَ مَماتهِ

سَيَبقَى لهُ ذِكرُ الوَفاءِ مُؤبَّدَا

ويُبعثُ في يومِ النُّشورِ وقد أتى

إلى جَنّةِ الفِردَوسِ فيها مُخلّدَا

فلِلَّهِ أمرُ الدينِ والموتِ والدُّنَى

ولِلَّهِ أمرُ الناسِ مَن ضلّ أو هُدَى

فلا تَحسبنَّ الموتَ يَتركُ طالبًا

صديقًا قريبًا أو غريمًا من العِدَى

كتبتُ رثاءً في أبي يومَ نكبتي

وأرثي حبيبًا كلَّ يومٍ مُجدّدَا

وها هيَ تَمضي كالسَّحابِ حياتُنا

بِفَقدِ عزيزٍ كَالضِّياءِ تورّدَا

عرفتُكَ من خيرِ الأنامِ دَماثةً

وقد نِلتَ فضلًا منذُ أسمَوكَ أحمَدَا

ولو لم تَكُن مِنِّي، ما كُنتُ بالّذي

تَحمّلَ من مرِّ الفِراقِ تَجلُّدَا

كأنَّ المنايا قد وَقَعنَ بحبِّنَا

وتأتي إلينا زُلفى وتَودّدَا

وتُنجزُ فينا كلَّ يومٍ وعيدَها

فإنَّ المنايا ليس تُخلفُ موعِدَا

رضيتُ بأقدارِ الإلهِ وما قَضَى

وما كُنتُ عن ألطافِهِ مُتحيّدَا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن القاعد

حسن القاعد

20

قصيدة

شاعر سوري في المنفى ، املك الكثير من القصائد ودراستي العلوم الاسلامية

المزيد عن حسن القاعد

أضف شرح او معلومة