الديوان » أحمد جنيدو » قدْ لا أكونُ أنا

قدْ لا أَكونُ أَنا إِذا مَلَأ الفَراغُ قَصيدتي،

أمَّا أَنا فهوَ الفَراغُ بلا طَريقْ.

قدْ لا يَمرُّ الحُلمُ في عَيني،

لمَنْ أَشدو وذَاكِرتي تَرَاتيلُ الغَرِيقْ.

إنِّي تَقَمَّصتُ احترافَ التِّيهِ،

والظِّلّ المُكرَّرَ في بَرَاءاتِ البَريقْ.

وعَجِزتُ أَشرَحُ لارتيابي ما الرَّحيقْ.

قدْ لا نَكونُ هُنا ونَحنُ هُنا

بلا جَسَدٍ ولا رُوحٍ على أَرضٍ تَضيقْ.

قدْ لا يَكونُ لنا انتماءٌ لا رَفيق.

قدْ نَختفي منْ ظِلِّنا في ظِلِّهمْ،

جَدَليَّةُ المَعنى أَنا وأَنا السُّكونُ أَنا الحَريقْ.

وأَنا الذي وَصَلَ النِّهَايةَ والمَضيقْ.

قدْ نَنتهي قبلَ البِدايةِ، أو نُكَرِّسُ فَهمَنا منْ جَهلِنا، ونَقولُ في ذاكَ المَدى

إنَّ البِدايةَ قدْ تُعيقْ.

قدْ لا أَكونُ أَنا

إذا بُحتُ الحُروفَ معَ الشَّهيقْ.

سَقَطَ الشُّعُورُ على حَرَائزِهِ،

بَدَأنا نَحصُدُ الأَوهامَ منْ أَرضِ الفَشَلْ.

هذا المُسمَّى البَارِحهْ.

نَبني شَواهدَ مَوتِنا قبلَ الوُجودِ،

نُبادلُ القُبُلاتِ في لُجِّ الخَلَلْ.

نَتَلذَّذُ القُبُلاتِ كَانتْ مَالِحةْ.

نَقتَاتُ تِلكَ المُشتَهاةَ معَ الأَمَلْ.

ونَظَلُّ رُوحاً سَارِحهْ.

العَجزُ يَبقى كَي نَقومَ على الشَّلَلْ.

بخَزائنِ اليَأسِ المُعَفَّنِ طَارِحهْ.

في آخرِ المَلقى دَمي صَارَ الجَلَلْ.

وغَدي نَوَافذُ مُحتَوانا صَادِحهْ.

قدْ يَذهبُ الكُلُّ القَريبُ إلى البَعيدْ.

وتُلوِّحُ الأَسماءُ مِنديلَ الوَعيدْ.

تَبقى المَعاني تُشهرُ الفَوضى،

على قَتلي وَحيدْ.

ونُكرِّرُ المَأساةَ تَأصيلَ الصَّديدْ.

ويَجوعُ فِينا ما كَانَ فينا البَاقياتُ الرَّاسِخاتُ

الضَّائِعاتُ الفاقِداتُ ولا نُحيدْ.

يَتَوقَّفُ العُمرُ المُجَرَّدُ، في حَماقاتٍ يُجيدْ.

ونَعودُ نَحوَ العُمرِ تَخويناً نُعيدْ.

فنَمدُّ أَيدينا وَراءَ رُؤى السَّرابْ.

أينَ السُّؤالُ؟! إذا وُجِدنا في مُعاناةِ الجَوابْ.

قدْ لا نَكونُ! ونَحنُ أَولادُ العَذابْ.

سنُطارحُ الأَرضَ التي طَرَحَتْ

صَدى الغِيابْ.

يَتَوَالدُ المَنسيُّ منْ قَعرِ الصَّوابْ.

ونَعُودُ نَجترُّ البَقايا والحِسابْ.

ضَاعتْ مَعانينا ونَحنُ نُعلِّمُ الفَهمَ اكتئابْ.

يا بِنتُ:هذا الشَّاعرُ النِّحريرُ قدْ بَاعَ القَصيدَهْ.

في سُوقِ مُغنَاةٍ فَريدهْ.

كَي يَشتَري في جُرحِهِ حِرمانَهُ

فِقدانَهُ أَوهامَهُ أَسماءهُ رَجعَ العَقيدَهْ.

فَوقَ الرَّصيفِ يَبيعُ أَشعاراً،

يُغَنِّي في المَزاميرِ الفَقيدَهْ.

يا بِنتُ لمْ يَزَلِ الغَرِيبُ

يَعدُّ شَهوتَهُ على شَرَفِ الطَّرِيدَهْ.

ويُدوسُ أَحرُفَنا البَيضاءَ

فَوقَ سُطورِنا الحَمراءِ كَي نَأوي سَديدَهْ.

نَعتادُ تَأبينَ القَصيدَهْ.

قدْ لا نَكونُ،

ونَستَحِقُّ المَوتَ في عَيشٍ سَحيقْ.

أمَّا أنا فهوَ الفَراغُ بلا طَريقْ.

أيلول/تشرين الأول/ 2022

 

 ديوان: أميسا وجهُ الصبحِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد جنيدو

أحمد جنيدو

22

قصيدة

شاعر سوري له اثنتا عشرة ديوان مطبوع بين شعر الخليلي العامودي وشعر التفعيلة

المزيد عن أحمد جنيدو

أضف شرح او معلومة