الشَّوقُ بَادٍ ، و النِّداءُ بقَلبِهِ.
زَفَرَاتُ عِشقٍ يا عُصَارةَ حُبِّهِ.
ما ذَنبُ قَلبي مِنْ هَواكَ مُقَيَّدٌ،
صَارَ الفُؤَادُ مُعَذَّباً مِنْ ذَنبِهِ.
لَستُ المُلامَ إذا طَوَيتُ مَشَاعراً،
ورَمَيتُ في النِّسيانِ لَوعَةَ كَربِهِ.
أَنا ضَائعٌ مُذْ كَانَ عُمري نَظرَةً،
تَختالُ لاهِثةً برَوعةِ هُدبِهِ.
مَرَّ المُسَمَّى في القَصَائدِ لَمحةً،
أَدمَيتُ في الأَشعارِ فَارسَ صَبِّهِ.
ومَكَثتُ أَحفُرُ بالحُروفِ نَوَائبي،
حتَّى أَفَقتُ على سَجَايا دَربِهِ.
أَمضِي وَراءَ التِّيهِ ظَنِّي صَائبٌ،
و خُرَافةُ الحُلمِ الأَسيرِ بلُبِّهِ.
يَقِفُ الزَّمانُ على حُدودِ طفولةٍ،
بَيضاءُ رُوحٍ نَادِباتُ مَهَبِّهِ.
مِنذُ اكتِمالِ البَدرِ حَولَ ضَفَائرٍ،
و تَكَوُّرِ الأُنثَى بتُربةِ خَصبِهِ.
عَشِقَ الصَّغيرُ فُصولَ جُرحٍ وانتَشَى،
بخُمورِ شَهدٍ للفَراغِ و صَعبِهِ.
فَاضَ الكَثيرُ على قَليلِ تَأمُّلٍ،
ضَاقَ السُّؤالُ على السُّكُوتِ وصَلبِهِ.
قدْ غَافَلتني لَحظةٌ و تَجَبَّرَتْ،
حتَّى رَهَنتُ حُشَاشَتي في عُقْبِهِ.
فاستَسلمَ القَلبُ الضَّعيفُ لشَوقِهِ،
و استَوثَقَ العَهدُ القَديمُ بخَطبِهِ.
ما لي أَراكَ بَرَاءةً أُنسيَّةً،
والسُّمُّ مَدسوسٌ بجُرعَةِ سَكْبِهِ.
تَسري سُمومُكَ في الوَريدِ نَقِيَّةً،
و دَمي تَنَقَّى مُذْ رَآكِ بصَبِّهِ.
11/6/2020
ديوان: سقطتِ النقطة عن السطر
22
قصيدة