الديوان » عمار شاهر قرنفل - الرحال » سُيُوفُ الْجَمَالِ وَسِهَامُ الْعُيُونِ

عدد الابيات : 85

طباعة

وَرَدْتُ بَابَ الْحُبِّ وَالْعِشْقُ أَخْبَارُ

وَالنَّجْمُ فِي أُفُقِ الْوِصَالِ مُنَارُ

يَا سَادَةَ الْحُسْنِ إِلَيْكِ مَذَاهِبِي

وَالسَّهْمُ فِي قَلْبِي لَكِ اسْتِقْرَارُ

أَسْقَيْتِنِي حُبًّا فَأَصْبَحَ دِيدَنِي

وَالدَّمْعُ فِي مَآقِي الشَّوْقِ مِزْجَارُ

لَوْ تَرْحَمِينَ الْقَلْبَ يَوْمًا لَاهْتَدَى

وَالنَّصْلُ فِي أَحْشَائِهِ اسْتِبْدَارُ

يَا بَدْرَ دُنْيَا الْحُبِّ لَوْ تَلْوِي الْحِجَا

لَاخْتَارَ قَلْبِي فِي الْهَوَى اسْتِسْلَارُ

أَنْتِ الْكِتَابُ الَّذِي بِالْحُبِّ قَرَّرْتُ

وَالسَّهْمُ فِي سِرِّ دَفَّاتِهِ اقْتِدَارُ

مَا ضَرَّ سَيْفَ الصَّبْرِ إِنْ غَابَ الْوَصَالُ

وَالْحُبُّ فِي أَجْفَانِكِ اسْتِظْهَارُ

يَا مَنْ بِرَمْشِ الْهَاجِرِينَ تَسُوقُنَا

لِلْفَرْقِ وَالْوَجْدُ عَلَيْنَا اسْتِعَارُ

لَوْ كَانَ لِلْعُشَّاقِ فِي الْحُبِّ نِصْفُكِ

لَاصْطَفَّ فِي بَابِ الْهَوَى اسْتِكْبَارُ

أَنَا الْعَبْدُ الْمَأْخُوذُ بِالْحُبِّ وَفَاؤُهُ

وَالسَّهْمُ فِي أَحْشَائِهِ اسْتِنْزَارُ

يَا سَادَتِي مَا لِلْجَفُونِ سَلَاحُهَا

إِلَّا الْقُلُوبُ وَفِيهَا الِاسْتِهْدَارُ

لَوْ كَانَ لِلْحُسْنِ عَلَيْنَا حُكْمُهُ

لَاخْتَرْتُ فِي حُبِّكِ الِاسْتِقْطَارُ

أَنْتِ الَّتِي فِي كُلِّ لَحْظٍ مُعْجِزَةٌ

وَالسَّهْمُ فِي أَعْمَاقِنَا اسْتِيثَارُ

يَا مَنْ بِعَيْنَيْهَا تَسُوقُ الْعَاشِقِينَ

لِلْهَزِّ وَالْفَنَاءِ وَالْإِحْضَارِ أَسْفَارُ

لَوْ كَانَ لِلْحُبِّ دِمَاءٌ فِي الْعُيُونِ

لَكَانَ دَمْعِي فِي الْهَوَى الْأَمْطَارُ

أَنْتِ الَّتِي فِي كُلِّ وَقْتٍ تَسْبِينَنَا

وَالسَّهْمُ فِي أَحْشَائِنَا الْإِكْبَارُ

يَا غَادَةَ الْحُسْنِ الَّتِي مَا فِي الْوَرَى

مِثْلٌ لَهَا فِي الْحُسْنِ وَالْاِسْتِبْدَارُ

أَنْتِ الْكِتَابُ الَّذِي بِالْحُبِّ قَدْ كُتِبَتْ

فِي حُرُفِ الْقَلْبِ قَصَائِدٌ وَأَسْطَارُ

يَا قَمْرَةَ الدُّنْيَا وَيَا نُورَ مَقَامَتِي

وَالنَّجْمُ فِي لَيْلِ الْبُعَادِ مُقَارُ

أَسْرَيْتِ قَلْبِي فِي رِحَابِ الْجَمَالِ

وَمَا إِلَّا إِلَى حُكْمِ الْهَوَى اخْتِيَارُ

يَا سَادَتِي مَا لِلْجَفُونِ سِلَاحُهَا

إِلَّا الْقُلُوبُ وَفِيهَا الِاسْتِهْدَارُ

لَوْ كَانَ لِلْحُسْنِ عَلَيْنَا حُكْمُهُ

لَاخْتَرْتُ فِي حُبِّكِ الِاسْتِقْطَارُ

لَوْ كَانَ لِلْحُبِّ عَلَيْنَا وَصْلُهُ

لَاخْتَرْتُ فِي عَيْنَيْكِ الْأَمْصَارُ

هَذَا الْهَوَى فِي قَلْبِيَ الْمَأْخُوذِ دِينُ

وَالسَّهْمُ فِي أَحْشَائِهِ اسْتِنْزَارُ

يَا سَادَةَ الْحُسْنِ إِلَيْكِ مَذَاهِبِي

وَالسَّهْمُ فِي قَلْبِي لَكِ اسْتِقْرَارُ

أَسْرَيْتِ قَلْبِي فِي رِبَاقِ الْجَمَالِ

فَمَا إِلَّا إِلَى حُكْمِ الْهَوَى اخْتِيَارُ

يَا بَدْرَةَ الدُّنْيَا وَيَا نُورَ مَقَامَتِي

وَالنَّجْمُ فِي لَيْلِ الْبُعَادِ مُقَارُ

لَوْ كَانَ لِلْحُبِّ دِينٌ كُنْتِ قِبْلَتَهُ

وَالسَّجْدَةُ الْعُذْرَاءُ فِي الْحُبِّ دِيَارُ

يَا مَنْ بِعَيْنَيْهَا تَسُوقُ الْقُلُوبَ سُجُودًا

وَالنَّجْمُ فِي دَاجِي الدُّجَى مُسْتَتَارُ

يَا مَنْ إِذَا مَا رَنَتْ بِالْحُبِّ أَشْرَقَتِ

دُنْيَا الْهَوَى وَانْثَنَى فِي رِدَائِهَا أَقْمَارُ

لَوْ أَنَّ جَفْنَيْكِ يَوْمًا أَرْسَلَتْ سَهْمًا

لَصَارَ دَمْعِي عَلَى الْخَدَّيْنِ مُهْمَارُ

فَلَا تَحْسَبِي أَنَّ الدَّهْرَ يَفْصِلُنَا

فَالنَّجْمُ فِي لَيْلِ الشَّوْقِ مُسْتَارُ

مَا ضَرَّ سَيْفًا غَفَا، إِذْ ظَلَّ مُرْهَفُهُ

إِنَّ الْمُهَنَّدَ بِالْعَرْكِ لَا يُثْنِيهِ مِغْفَارُ

مَا خَابَ طَرْفٌ جَرَى سَيْفًا عَلَى مُقَلٍ

إِنَّ الْجَمَالَ لَهُ فِي الْحُسْنِ مِضْمَارُ

لَا يُخْمَدُ الطَّرْفُ إِنْ أَغْفَى عَلَى مُقَلٍ

سَهْمُ الْجَمَالِ عَلَى الْآجَالِ جَرَّارُ

تَغْفُو الْعُيُونُ وَسَهْمُ الْحُسْنِ مُرْتَقِبٌ

وَرُبَّ لَحْظٍ بِالْقَلْبِ إِذَا مَا سَنَّهُ طَيَّارُ

تَخْشَى الْمُهَنَّدَ فِي كَفِّ الشُّجَاعِ، وَإِنْ

أَغْمَضَتِ الْعَيْنُ، فَالسَّهْمَانِ أَنْظَارُ

مَا خَابَ سَيْفٌ تَلَثَّمَهُ الظُّبَا، وَلَهُ

عَيْنٌ تُذِيقُ الْمَدَى مَا ذَاقَ جَرَّارُ

إِنْ كَانَ يُرْهِبُ سَيْفٌ فِي غِمْدِهِ، فَكَمْ

رُعْبُ الْجَمَالِ إِذَا مَا اسْتَلَّهُ النَّارُ

كَمْ سَيْفُ سَطْوَتِهِ فِي الْغِمْدِ مُرْتَهَنٌ

وَعَيْنُكِ الْبِيضُ مَا احْتَاجَهُ الْغَارُ

تَغْفُو الظُّبَا وَهِيَ بِالْأَغْمَادِ مُرْتَهَنَهْ

وَعَيْنُكِ الْبِيضُ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ

أَنْتِ الَّتِي فِي كُلِّ لَحْظٍ مَأْثَرَةٌ

وَالْحُبُّ فِي أَحْشَائِيَ الْمُسْتَطَارُ

مَا ضَرَّ سَيْفًا نَامَ فِي الْكَفِّ مُنْتَظِرًا

إِذَا الْعُيُونُ بِأَلْحَاظٍ لَهُ اخْتِصَارُ

سَيْفُ الْفَتَى فِي يَدِهِ إِنْ غَابَ مُسْتَتِرٌ

لَكِنَّ سَيْفَكِ فِي الْأَجْفَانِ جَهَّارُ

سُهْدُ الْعُيُونِ إِذَا مَا سَالَ لَامِعُهَا

أَمْضَى لِلْقَلْبِ مِنْ هِنْدٍ وَمِنْ دَارُ

إِنْ كَانَ سَيْفُ الْوَغَى يُخْشَى مَضَاءَتُهُ

فَالْعَيْنُ فِي سَلْمِهَا أَشَدُّ إِضْرَارُ

يُخْشَى الْمُهَنَّدُ مَسْلُولًا وَإِنْ خَبَأُوا

لَكِنَّ طَرْفَكِ فِي الْإِغْمَاضِ جَرَّارُ

مَا ضَرَّ سَيْفًا غَفَا وَالدَّهْرُ يُرْهِقُهُ

وَالْحُبُّ يَسْقِي بِأَحْلَامِ الْغَرَامِ غِيَارُ

إِنْ يَنْثَنِي عَنْ جَمَالِ الْوَجْهِ مُبْتَسِمًا

فَالنَّجْمُ فِي حَلَقَاتِ الدَّلِّ مُسْتَعَارُ

يَا سَاكِنَ الْعَيْنِ مَا أَنْسَاكِ طَرْفَتِي

وَالدَّمْعُ فِي مَآقِي الشَّوْقِ ازْدِحَارُ

إِنْ غِبْتِ يَوْمًا فَمَا تُغْنِي السُّيُوفُ بِهِ

وَالسَّهْمُ فِي قَلْبِهِ مِنْ لَحْظِكِ اسْتِقْرَارُ

لَوْ أَنَّ جَفْنَيْكِ يَوْمًا نَظَرَتْ بِهِمَا

لَاخْتَارَ قَلْبِيَ فِي لَحْظَاتِهِ لِلنَّارِ جِمَارُ

مَا كُلُّ مَنْ رَاقَ صَفْوُ الْعَيْشِ يُدْرِكُهُ

فَالدَّهْرُ يَفْرُكُ أَحْلَامَ الْعُقُولِ فِرَارُ

وَلَكِنَّ الْعُيُونَ السُّودَ تَسُوقُنَا

لِحِمَى الْحُبِّ حَيْثُ الْخَوْفُ اضْطِرَارُ

إِنْ سَارَ فِي اللَّيْلِ سَهْمٌ مِنْ جُفُونِكِ

فَالنَّجْمُ فِي أُفُقِ الْأَحْزَانِ الْمُدْمَارُ

يَا مَنْ بِرَمْشِكِ تَسْقِي الْعَاشِقِينَ أَسًى

وَالسَّيْفُ فِي كَبِدِ الْأَيَّامِ الْخَسَّارُ

لَوْ أَنَّ جَفْنَيْكِ يَوْمًا أَطْلَقَتْ سَهْمًا

لَمْ يَبْقَ فِي الْقَلْبِ إِلَّا الذُّلُّ إِصْغَارُ

يَا غَادَةَ الْحُسْنِ مَا أَنْسَاكِ طَرْفَتِي

وَالشَّوْقُ فِي دَمِيَ الْمَسْفُوكِ مِسْعَارُ

يَا مَنْ بِعَيْنَيْهَا تَسْبِي الْعَاشِقِينَ سَنًا

وَالسَّيْفُ فِي حَشَوَاتِ الصَّدْرِ مُهْجَارُ

لَوْ أَنَّ جَفْنَيْكِ يَوْمًا أَرْسَلَتْ سَهْمًا

لَصَارَ دَمْعِي عَلَى الْخَدَّيْنِ أَنْهَارُ

إِنْ غِبْتِ يَوْمًا فَلَا تُغْنِي السُّيُوفُ بِهِ

وَالسَّهْمُ فِي قَلْبِهِ مِنْ لَحْظِكِ إِقْرَارُ

يَا مَنْ بِحُسْنِهَا تَسْقِي الْعَاشِقِينَ جَوًى

وَالسَّيْفُ فِي حَنَجَرَاتِ الصَّبْرِ حِصَّارُ

يَا سَادَتِي مَا لِقَلْبِي لَمْ يَزَلْ ذَعَرًا

إِذَا رَأَى بَرْقَ لَحْظٍ مِنْ وَجْنِكِ مُسْتَارُ

لَوْ كَانَ لِلْحُبِّ دِينٌ كُنْتِ قِبْلَتَهُ

وَلِلسُّجُودِ عَلَى أَقْدَامِكِ الْمَذْخَارُ

إِنْ قُلْتِ يَا قَلْبُ صَبْرًا قُلْتُ مُنْصَرِمًا

وَالسَّهْمُ فِي كَبِدِي مِنْ لَحْظِكِ إِنْذَارُ

سَلِ الْحُبَّ مَا بَيْنَ الْجَفْنِ وَالسَّهْمِ

مِنْ دَمٍ وَالشَّوْقُ يَسْكُبُهُ فِي مَائِهِ الْقَارُ

أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي مَلَّكْتِهِ قَلْبَهُ بِالْوَفَاءِ

فَاصْنَعِي بِالْحُبِّ مَا تَشَاءِينَ وَاخْتَارُوا

لِكُلِّ عَيْنٍ سِهَامٌ وَلَكِنْ عَيْنَكِ

سِهَامُهَا تَقْتُلُ الْأَحْيَاءَ وَالْمُغْدَارُ

يَا مَنْ بِطَرْفِهَا تَسْقِي الْعُيُونَ ضِيَاءً

وَاللَّيْلُ فِي حُلَلِ الْأَحْلَامِ مُخْتَارُ

إِذَا رَنَا الْحُبُّ مِنْ عَيْنَيْكِ بَرْقَةَ صَبٍّ

فَالنَّجْمُ فِي أُفُقِ الْأَشْوَاقِ مُنْهَارُ

لَحَظَاتُكِ الْبَاهِرَاتُ الْغُرُّ تَسْبِي النُّهَى

وَالسَّيْفُ فِي غِمْدِهِ يَبْكِي اسْتِعْبَارُ

يَا مَنْ إِذَا مَا رَنَتْ بِالْحُبِّ أَشْرَقَتِ

دُنْيَا الْهَوَى وَانْثَنَى فِي رِدَائِهَا أَقْمَارُ

لَوْ أَنَّ جَفْنَيْكِ يَوْمًا أَرْسَلَتْ سَهْمًا

لَصَارَ دَمْعِي عَلَى الْخَدَّيْنِ مُهْمَارُ

إِنْ غِبْتِ يَوْمًا فَمَا تُغْنِي السُّيُوفُ بِهِ

وَالسَّهْمُ فِي قَلْبِهِ مِنْ لَحْظِكِ اسْتِقْرَارُ

لَوْ كَانَ لِلْحُبِّ دِينٌ كُنْتِ قِبْلَتَهُ

وَلِلسُّجُودِ عَلَى أَقْدَامِكِ الْمَذْخَارُ

فَلَا تَحْسَبِي أَنَّ الدَّهْرَ يَفْصِلُنَا

فَالنَّجْمُ فِي لَيْلِ الشَّوْقِ مُسْتَارُ

يَا مَنْ بِحُسْنِهَا تَرْوِي الْهَائِمِينَ هَوًى

وَالنَّصْلُ فِي حَنَجَرَاتِ الصَّبْرِ مُدْرَارُ

يَا سَيْفَ حُسْنٍ لَا يَغِيبُ ضِيَاؤُهُ

فَالنَّجْمُ يَخْشَى وَاللَّيَالِي اسْتِجْيَارُ

لَوْ كَانَ فِي الْحُسْنِ سُيُوفٌ تَنْثَنِي

لَكَانَ طَرْفُكِ فِي الْأَلْحَاظِ أَسْطَارُ

لَوْ كَانَ لِلْحُبِّ فِي الْأَجْفَانِ مَذْهَبٌ

لَكَانَ دَمْعِي بِأَحْشَائِي سَرَابَ أَصْحَارُ

لَوْ كَانَ لِلْوِدَادِ فِي الْعَيْنَيْنِ مَذْهَبٌ

لَكَانَ دَمْعِي بِأَحْشَائِي سِرَاجَ أَبْدَارُ

لَوْ كَانَ لِلْحُسْنِ فِي الْأَجْفَانِ مَذْهَبٌ

لَكَانَ سَهْمُكِ فِي أَحْشَائِي مَقَارُ

قِفْ بِالْقَلِيلِ عَلَى طَرِيفِ الْغَزَلِ

فَالشِّعْرُ فِي حُبِّكِ الْعَذْبِ كِثَارُ

هَذِهِ الْأَبْيَاتُ زَادَتْ لِلْقَصِيدَةِ بَهَاءً

وَجَعَلَتْ لِلْحُبِّ فِي الْقَلْبِ الْأَعْذَارُ

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

عمار شاهر قرنفل - الرحال

130

قصيدة

عمار شاهر قرنفل، كاتب وشاعر ومدوّن، يحمل دبلومًا في القانون الدولي من كلية الحقوق بجامعة حلب. وُلد في سلقين في 31 مارس 1972، فكان للحروف فيه ميلاد آخر. عاشق للشعر، رحّال بين الكلمات والمعاني،

المزيد عن عمار شاهر قرنفل - الرحال

أضف شرح او معلومة