الديوان » نوح علي ذعوان » أسرار الفراق

عدد الابيات : 24

طباعة

ما كنتُ يومًا في الهوى غدّارُ

لكنّني، في الحب، لي إصرارُ 

أدري بأنّك في الغرامِ مُتيَّمٌ

لكنّ قلبي في الأسى يختارُ 

قد كان حلمُ الوصلِ أجملَ ما مضى

لكنّ ما لا يُرتجى… يُنهارُ 

ما كنتُ مجبولًا على نُكرانِكم

لكنّ دربَ البُعدِ حوله أخطارُ 

ما كلُّ من يمضي خذولٌ بالهوى

كم من فراقٍ جارَ، وهوُ يُجارُ 

جرّبتُ أن أبقى، ولكن لم أطق

والنفسُ في طينِ الجوى تنهارُ 

فارقتُكم كي لا أراكَ محطّما

فالبُعدُ أحيانًا هو الإيثارُ 

سَمِّ الهَوى استعمارَ قلبٍ إنّما

كم من غرامٍ يحتوي أسرارُ 

فإذا تلاقينا بيومٍ فابتسمْ

ما ضاعَ منكَ، بداخلي تذكارُ 

ما كنتُ أرحلُ والحنينُ يَسارُ

لكنّ حكمَ البُعدِ لي تكرار 

قد كان قلبُكَ موطني ومهندسي

لكنّ في عُمقِ الظُروفِ حصارُ 

وأذا  ابتعدتُ، فانت لست بخائنٍ

لكنّهُ للعاجزينَ فرارُ 

هل تعلمُ الأقدارَ كيفَ تُكدِّرُ الـ

ـأحلامَ؟ كيفَ يَثيرُها الإعصارُ؟ 

قد كنتُ أرجو أن نظلَّ كعهدِنا

لكنّ بيني والبقاءِ جدارُ 

كم مرةٍ صلّيتُ ألا نفترق

لكنّ قلبي عاجزٌ محتارُ 

ما كلُّ من يهوى يظلُّ بقربِ من

يهواهُ، تحكمُ أمرَنا الأقدارُ 

عذري: جراحُ الوقتِ تُجبرُ عاشقا

أن يستكينَ، وفي فؤادِه نارُ 

ما زلتُ أذكُرُ صوتَك المُشتاقَ لي

وبه الحنينُ ونبضُهُ أسرارُ 

لستَ الوحيدَ الموجعَ اليومَ الهوى

فأنا كتفصيلِ الرؤى… منهارُ 

إن شئتَ ظنًّا بي فظُنّ نيّة

تسري، ولكن ضاقَها الإعذارُ 

ما الحبُّ إلّا موقفٌ في لحظة

نُبدي به إنصافَنا إن جاروا 

فإذا غفرتَ، فلستَ تُنكرُ أنّنا

عشنا، وكان الوصلُ فيه وقارُ 

فدعِ الملامَ، وكن كريمَ مشاعرٍ

من في الهوى يصفحْ، لهُ مقدارُ 

فالناسُ تذهبُ، ثمّ يرجعُ نبضُها

والعاشقونَ، لبعضِهم أنصارُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

284

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة