الديوان » نوح علي ذعوان » صريع الهوى

عدد الابيات : 18

طباعة

هل كلُّ مَن ذاقَ الغرامَ يُعانـــــي؟

أم أنني من دونهم أعيانــــــي؟ 

قـد كان لي فـي الحـبِّ دربٌ ناعمٌ

حتّى رامني لحظه  الفتـــــــان 

ذاكَ الذي أسرَ القلوبَ بنظرةٍ

وسقـى فـؤادي مـن لظى النيرانِ 

إنْ غابَ عنّي، فالسكونُ محاصرٌ

وإذا بدا، هاجت له  أشجانــــي 

أنـا والهوى كنّا رُفـاقَ مشاعـرٍ

حتى افترقنـا في دروبِ زمانـــي 

قَــد كانَ لحنُ حديثِهِ يسبي النُّهى

عزف رقيق الهمس في الوجدانِ 

يا ويحَ قلبٍ كلّما نادى الهـوى

رَدَّ الصدى، والدمعُ فـــي أجفاني 

صوتُ الحبيبِ كأنّهُ نَبضُ السَنا

أو كالنسيمِ يحرك الأغـــصانِ 

وإذا تذكّرتُ الجمالَ بوجهــــهِ

وبِحسنـهِ  زاد الجمال مَـعانِـي 

عيناهُ سِحرٌ فـي البهاءِ تفرّدا

وسهـامهُ من طرفه أرداني 

تبكي النجومُ إذا تَبسّمَ ثغرُهُ

فالبدرُ يُخفِضُ وجهَهُ خجلانِ 

خلـقَ الإلهُ بديعَهُ وتفنّنَ

هـــذا الجمالُ، صنيعة الرحمن 

لا تسألوا عمّـا جـرى في خافقي

إنّي صريعُ هواهُ مذْ لاقــــانـــــي 

يا من سَلبتَ الروحَ دونَ ترفقٍ

أمسى هَواكَ الداءَ فــي أركــــاني 

هلا رثيتَ لمُغرمٍ في حبّـــهِ

أمســى بقلب دائــــم الخفـقــان ؟ 

قد كدت أنسى أنه أضنانـــــي

حتى أتى، فَــتَجددتْ أحزانـــي 

سُبحانَ من صبغَ القلوبَ بلوعَةٍ

وجعلْتَني مِنْ بعدِهـا حيرانــــي 

ما عادَ يجدي أن أفرَّ مـن الهوى

هـو في العروقِ كأنّـهُ شريــانــي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نوح علي ذعوان

نوح علي ذعوان

289

قصيدة

شاعر من اليمن

المزيد عن نوح علي ذعوان

أضف شرح او معلومة