عدد الابيات : 21
صدوداً كانَ هجرُكِ أم دلالا
و شوقاً كانَ وصلُكِ أم مَلالا
أجيبي أو دَعِي فَلَرُبَّ صَادٍ
يَعافُ بِـرُؤيَةِ الآلِ الجِدالا
و ما نَزِقاً حَمَلتُ هواكِ لكن
أُعانِدُ في تَحَمُّلِهِ الجَبالا
وَ ذي لومٍ توهَّمَ ضعفَ حالي
فلمّا مالَتِ الأفلاك مالا
فها أنا ذا عَلِمتِ أخو طِرادٍ
فلا تستنفِريِ فيكِ الغَزالا
و ها أنا ذا علمت نبيُّ صَبرٍ
فرومي غير هَجركِ لي ضَلالا
تعاهَدنا و بِنتِ و لا مَلامٌ
كذاكَ البدرُ وافانا و زالا
لقد ألقى هواكِ عليَّ عِشقاً
أصابَ القلبَ فاشتَعَلَ اشتِعالا
و يا أختَ الضِّياءِ لأنتِ أبهى
و أنقى هيئةً و أرَقُّ حالا
وَ طَيفٍ كلَّما اضطَّرَمَت شُجُوني
يُقَلِّبُ فيَّ ألحاظاً كَسَالى
نظيرُ قريضِيَ المُودِي بهمِّي
و كالألفاظِ وجهُكِ ما تلالا
تقاسَمْنا الجمالَ هوىً و شِعراً
و لولاكِ الجمالُ غدا مُحالا
و أُقسِمُ لو نَظَرتٍ إلى جَمَادٍ
لأعيى كلَّ ناطِقَةٍ مَقالا
أغيثيني بوَصلٍِ أو فَـعُودِي
فلستُ أُطيقُ عَن ذاتِي ارتِحالا
و سيِّدِ مَعشَرٍ أمضى شُؤُوناً
وَ وحَّدَ أُمَّةً تشكو انحِلالا
فقامت للطُّغاةِ بسيفٍ عَزمٍ
وَ حَزمٍ ما تلوّن أو أحالا
إلى أن جاءَ وعدُ اللّه نَصراً
و جلَّ اللّهُ فاتِحُها جَلالا
و كبَّرَ كلُّ حُرٍّ في زمانٍ
على الأزمانِ يختالُ اختيالا
كأنَّ دمشقَ مِن فَرَحٍ و تيهٍ
عروسٌ تُبهِجُ الأرضَ احتَفالا
كأنَّ العُربَ من لهفٍ عليها
صِيامٌ يومَ أن رَأَوُا الهلالا
و ما لَطَمَ العَدُوُّ كيومِ عادت
و لا تُركت نِساؤُهُمُ حَبَالى
8
قصيدة