أقل جفنيك ويحك أن ينوحا

أسىً وأربأ بقلبك أن يطيحا

فما تركت لك الأيام قلباً

به تأسى ولا دمعاً سفوحا

سفاهٌ أن تزلزلك العوادي

فتجهر بالشكاية أو تبوحا

وجهلٌ أن تمد إلى الليالي

يد الأطماع والأمل الفسيحا

كأن الأرض ما شملتك إلّا

لتمرح في جوانبها سبوحا

تروح إلى معازفها طروبا

وتغدو في ملاعبها فروحا

إذا ما الراح فاتتك اغتباقاً

صحبت الحان تطلبها صبوحا

وأنت خليفةٌ للَه فيها

خلقت بها لتملأها صلوحا

لتجعلها إلى الأخرى سبيلا

يريك البر والعمل الصليحا

وأقبح بالخليفة أن تراه

ولم يترك بها عملاً قبيحا

نسيت اللَه والإسلام لما

نبذت الرشد والنظر الصحيحا

ألم تزجرك أحداث الليالي

فتلهم قلبك الرأي النجيحا

ألم تر كيف تخترم المنايا

فتى الجلبات والبطل المشيحا

ألم تنظر كتائب تحتسيها

رحا الهيجاء مرداةً رزوحا

فيالقٍ تفزع الفلوات منها

إذا لبسوا القوانس والصفيحا

إذا وردوا مصارعهم سراعا

تفيض بهم جوانبها طفوحا

وما هي غير آجال توافت

نسميها المواقع والفتوحا

أفق يا بن الذين مضوا وبادوا

ولا تطع الهوى أطع النصيحا

فإن تركواك في دار الأماني

وحلوا بالردى داراً طروحا

فإنك في غداة غدٍ ستقضي

وتصبح في التراب لقىً طريحا

لقد ضمن الثرى منا كريماً

بكينا بعده الخلق الصحيحا