وها أنا !

 

بينما أنا في حالتي، مثلما في كلِّ يومٍ أكون

هاجَ في فيضِ شوقِ الروحِ، سفرٌ إلى المُنتهى

أنا لذلكَ العشقِ مأسورٌ، أنا أدري منذُ عرفته

تُقلّبُني أشواقُ الحبِّ إلى أبعدِ السماء

تُربِكُ ذاتي، وتُبعثرُ حروفي وشتاتي..

 

أصطفُّ معَ النجومِ، مُترقِّباً حال إنكساري

لعليَّ مع انبهارِ الأنوارِ، أشدو إليه كلحنِ الأزل

ففيه كُلِّي لهُ يسمو، وأنا الجالسُ بعُقرِ داري

أغدو إلى حُلمي، وفي يقظتي هو جميعُ ندائي

يُناديني إلى البعيد… إلى أنايَ التي ما عُدتُها

 

أترقّبُ الفيضَ المُستنيرَ من جلالِ محبته

وأنا أعلمُ أنّني غارقٌ في كرمِه، وفي وجودِه 

أيا من أكرمتنا بملءِ العطايا… بلا سببٍ، بلا علّة

أنا الهشُّ في سرِّك، يا من إليكَ انتهى المدى

وما أنا إلا شظايايَ تُرفَعُ فيكَ… ولا تُرى!

 

أنا الوجيهُ بك، يا سرِّيَ المُضيءُ على دُموعي

ويا مقيمَ الخوفِ في قلبي، ولو نزلَ الرِّضا

لكَ انحنائي إن بدا نورُكَ أو خفي

فلستُ أحتمِلُ التجَلِّي، ولستُ أقوى السُّرى

 

أهيمُ في لطفِكَ المسكوبِ في أوردتي

لكنني أرتجفُ من عَينِ عظمتِكَ إذا دنا

علّمتَني أن أكونَ لا شيء… كي أراك

وأن أذوبَ، لتصطفي روحي كما تشاء، كما ترى!

 

وها أنا…

لا رجوعَ إليَّ، ولا خُطوَ لي بعدَ سُجودي

فقد أطفأتني رحمتُك، وأيقظني نورُكَ المُمتدُّ

فكن لي، كما كنتَ، في البدءِ سرًّا ومأوى

فما لي سِوى أن أكون بقربِك… وما لي عليكَ وُعودُ

 

جميع الحقوق محفوظة © لماهر كمال خليل.

يُمنَع النسخ أو الاقتباس أو النشر بأي وسيلة كانت دون إذن خطي من الكاتب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ماهر كمال خليل

ماهر كمال خليل

17

قصيدة

ماهر كمال خليل، شاعر كوردي من إقليم كوردستان العراق، وُلد في العراق بتاريخ 1 كانون الأول/ديسمبر 1976. نشأ في مدينة الموصل، ثم انتقل إلى مدينة دهوك عام 1991. تخرّج في كلية الحقوق – جامعة صلاح

المزيد عن ماهر كمال خليل

أضف شرح او معلومة