أن الأوان كي تُحَلِقَ الروحُ بين أرواحِ السماءَ
في فَجرٍ النهارِ كأنها تنبعِثُ للِبعثِ مِن الطينِ
تُبعثِرُ إنزياحَ النفوسِ عن الأصلِ المُقيمِ
تائهاً بينَ غباراتِ العدمِ، مُتامِلاً أركانَ الكونِ
تصفو كالينبوعِ المُنحدرِ من أعلى الجبل
كطِفلٍ يبكي بُكاءَ ألمَ فِراقِ الأُمِ للِثرى
يتمايلُ الحُزنُ والدمعُ تمايُل الهمسِ والأثر
كأني بينَ رِحابِ بابِ النطقِ أستنيرُ الجلاء
أمشي وحيداً أركعُ وأسجُد وأبتهِل كي أرى
أسمع صفير الأقلامِ، ونُورَ الوجودِ مِن العَدم
أِخفي سِرَّكَ في دمي، أن ينفجِرْ وجعًا
فلا أُطيقُ بُكاءَ النورِ في أنفاسي في أضلُعي
وأرْتَجِي سَترَكَ المَنيعَ على بصيرَتي،
فما كُلُّ عبدٍ يُطيقُ وهجَكَ المترعِ
أسيرُ نحوَكَ بالخشوعِ، ومهجتي وَلَهى،
تخافُ من شُعلةِ الأسماءِ في المَرجِعِ
فها أنا ذَرةٌ في بحرِ أنوارِكَ، يا سِرَّ البقاءْ
أُناجيكَ في صمتي، وجعي، وفي خَفَقاتِ الدعاءْ
أذوبُ في نورِكَ المنسابِ من شُهُبِ السّماءْ
فَخفِّفِ التَّجلّي، يا هوى الأرواحِ ومُوجِدُها
إني لا أُطَاقُ الضّياء، ولا أُ طيقُ تُربة البقاء!
ماهر كمال خليل
(جميع الحقوق محفوظة – لا يجوز النسخ أو الاقتباس دون إذن الكاتب)
ماهر كمال خليل، شاعر كوردي من إقليم كوردستان العراق، وُلد في العراق بتاريخ 1 كانون الأول/ديسمبر 1976. نشأ في مدينة الموصل، ثم انتقل إلى مدينة دهوك عام 1991.
تخرّج في كلية الحقوق – جامعة صلاح