عدد الابيات : 40
أطالَ الدّهرُ أم طالتْ سنيني
أكابدُ صخرةً من بينِ صخرٍ
أكُبُّ بزفرةٍ في رجعِ صوتي
فإمّا قربُكمْ منّي، وإلّا
وشافتني فشافتني شفاءً
وضمّتني إليها ضمَّ صبٍّ
تشدُّ اشدُّ حتى نرى سَواءً
وأرشفُ ريقَها كرضابِ طِرْمٍ
هدَتني خاتماً، أهديتُ سِمطاً
كأنّ السِّمطَ والأسوارَ فيها
بساقٍ أملسٍ كالعاجِ صافٍ
ومن حدقٍ قتيمِ اللونِ حادٍّ
تُصيبُ به القلوبَ فتستبيها
وغاداتٍ كواعبَ ناهداتٍ
يصرعنَ القلوبَ وهنّ بُلدٌ
تكادُ خُصورُهُنّ تموتُ جوعاً
ضحِكنَ دلالةً وسَكتنَ غنجاً
أرَيْنَ غناجةً وكتمْنَ غِلظاً
ولكن دعْكَ من دللٍ وغنجٍ
وما لي صاحبٌ بالظّهرِ إلا
كلاشنكوفُ طلقتهُ كبرقٍ
أخوضُ بهِ المعاركَ مطمئنّاً
قتلتُ كتيبةً بسلاحِ جدّي
فمنهمْ ميتٌ صرع ومنهمْ
وموتي في الوغى شهماً عزيزاً
تشكُّ لجينةٌ في صدقِ حبّي
تقول: تخونني؟ وأقول: كلا!
لُجينُ، سأحكِ قولاً فاسمعيهِ
أُحبكِ، لا أعيشُ بغيرِ وجهٍ
فمهلاً قبلَ شكّكِ واسمَعيني
أأنسى يومَ نلعبُ تحتَ سِدرٍ
ونقطفُ من خصيبِ الأرضِ زهراً
عفى ذاكَ الزمانُ وصارَ مرّاً
سكَنْتُ ببلدةٍ وسكنتِ أخرى
ولم تكِ ترغبينَ بذاك أمراً
لعمركِ لا يزالُ صداكِ فيني
صدقتُ الحبَّ فيكِ، وكنتِ وافي
وما أنا بائعٌ دهراً بيومٍ
14
قصيدة