عدد الابيات : 40

طباعة

أطالَ الدّهرُ أم طالتْ سنيني

على بيني بكمْ يا قاتليني

أكابدُ صخرةً من بينِ صخرٍ

وأَحبسُ غيمةً خلفَ العيونِ

أكُبُّ بزفرةٍ في رجعِ صوتي

ويصحبُ زفرتي دمعُ الشؤونِ

فإمّا قربُكمْ منّي، وإلّا

قضى ربّي ببينِكمُ منوني

وطيفٌ ما أنامُ الليلَ إلّا

سَرى لي من لُجَيْنَةَ يَعتريني

بدا لي وجهُها في الحُلمِ نجمًا

فخلتُ ضياءَها ضوءَ البُطينِ

وشافتني فشافتني شفاءً

وبعضُ الشوفِ أشفى للحزينِ

وضمّتني إليها ضمَّ صبٍّ

يكادُ يطيرُ من عظمِ الحنينِ

تشدُّ اشدُّ حتى نرى سَواءً

كوطواط رقود بالغصونِ

وأرشفُ ريقَها كرضابِ طِرْمٍ

تخالطَ ماءَ نكّاخٍ معينِ

هدَتني خاتماً، أهديتُ سِمطاً

وأَسورةً من الذهبِ اللجينِ

كأنّ السِّمطَ والأسوارَ فيها

يزيّنُهم وليسَ لها بزينِ

بساقٍ أملسٍ كالعاجِ صافٍ

وعِرنينٍ كجؤجؤِة السفينِ

ومن حدقٍ قتيمِ اللونِ حادٍّ

كفرصادٍ ترسّخَ بالعيونِ

تُصيبُ به القلوبَ فتستبيها

فتخفق خفقَ راياتِ الحصونِ

وغاداتٍ كواعبَ ناهداتٍ

كأنّ نهودَهنَّ من العجينِ

يصرعنَ القلوبَ وهنّ بُلدٌ

نحيلاتُ الخواصرِ والمتونِ

تكادُ خُصورُهُنّ تموتُ جوعاً

وفي الأردافِ إترافُ السمينِ

ضحِكنَ دلالةً وسَكتنَ غنجاً

وأسدلْنَ المباسمَ باليمينِ

أرَيْنَ غناجةً وكتمْنَ غِلظاً

وقَصَّعنَ النهى كأسَ الجنونِ

ولكن دعْكَ من دللٍ وغنجٍ

وسَلْ عنّي لدى الحربِ الزبونِ

وما لي صاحبٌ بالظّهرِ إلا

كلاشنكوفُ من جودِ القيونِ

كلاشنكوفُ طلقتهُ كبرقٍ

وصوتُ الطلقِ أرهفُ من رنينِ

أخوضُ بهِ المعاركَ مطمئنّاً

وغيري راجفٌ عرقَ الجبينِ

قتلتُ كتيبةً بسلاحِ جدّي

لوحدي دونَ عونٍ من معينِ

فمنهمْ ميتٌ صرع ومنهمْ

جريحٌ ما يُفارقُهُ المنونِ

وموتي في الوغى شهماً عزيزاً

أحبُّ إليّ من عيشِ القرونِ

تشكُّ لجينةٌ في صدقِ حبّي

لوَشْيِ الواشِيينَ بلا مبينِ

تقول: تخونني؟ وأقول: كلا!

فتكذِبني وتُصدّقُ حاسديني

لُجينُ، سأحكِ قولاً فاسمعيهِ

وإنْ تسمعي، فهلْ يوماً تعينِ؟

أُحبكِ، لا أعيشُ بغيرِ وجهٍ

ولن تغني لفقدِكِ حورُ عينِ

فمهلاً قبلَ شكّكِ واسمَعيني

فديتُكِ كلَّ ما ملكتْ يميني

أأنسى يومَ نلعبُ تحتَ سِدرٍ

ونمرحُ بين أنديةِ المدينِ؟

ونقطفُ من خصيبِ الأرضِ زهراً

ونلعبُ تحتَ تهطالِ المزونِ!

عفى ذاكَ الزمانُ وصارَ مرّاً

وما شيءٌ أمرُّ من تبينِ

سكَنْتُ ببلدةٍ وسكنتِ أخرى

وقدْرٌ لا أجيكِ ولا تجيني

ولم تكِ ترغبينَ بذاك أمراً

ولكنْ لا اعتراضَ على المتينِ

لعمركِ لا يزالُ صداكِ فيني

وروحكِ أقربٌ لي من قريني

صدقتُ الحبَّ فيكِ، وكنتِ وافي

وما أنا خائنٌ ما لم تخوني

وما أنا بائعٌ دهراً بيومٍ

أكانَ اليومُ هدّارَ السنينِ؟

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عنتر الفحل اليافعي

عنتر الفحل اليافعي

14

قصيدة

أنا شاعرٌ شاب، لا أكتب الشعر ترفًا، بل لأن في داخلي شيئًا لا يهدأ إلا حين ينسكب حبرًا على الورق. بدأت رحلتي مع الكلمة حين شعرت أن الحروف قادرة على أن تحمِل ما تعجز عن قوله الوجوه، وأن القصيدة

المزيد عن عنتر الفحل اليافعي

أضف شرح او معلومة